نبارك لكم جميعًا ذكرى ميلاد قمر العشيرة أبي الفضل العباس –عليه السلام-
الاسم : -
العباس عليه السلام .
الكنية : -
أبو الفضل .
اللقب: -
بطل العلقمي، قمر بني هاشم، باب الحوائج، حامي الظعينة، حامل اللواء، كبش الكتيبة.
اسم الأب: -
علي بن أبي طالب عليه السلام .
اسم الأم: -
فاطمة بنت حزام الكلابية عليها السلام .
العمر: -
35 سنة
تاريخ الولادة
سنة 26 هـ في اليوم الرابع من شهر شعبان .
مكان الولادة: -
المدينة المنورة .
مكان الشهادة: -
على نهر العلقمي في ارض كربلاء .
اسم القاتل لعنه الله : -
الحكيم بن الطفيل الطائي .
مكان دفنه عليه السلام
كربلاء .
أولاده: -
له ثلاث من الذكور و له بنتان
أبو الفضل العباس عليه السلام في كلمات
1 / لقد ضحى بكفه حتى لايضحي بكف الحقيقة00
وضحى بعينه حتى لايضحي بعين البصيرة00
وضحى برأسه حتى لايضحي برأس الإيمان00
2 / كان العباس عليه السلام بمفرده يمثل امبراطورية الخير ، في مواجهة عدوه الذي كان يمثل امبراطورية الشر00
3 / كما كان علي عليه السلام معجزة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم0 فقد كان العباس معجزة علي .. وكما تكرر النبي في علي وفي سبطيه ، فقد تكرر علي في العباس ..
4 / للعباس عليه السلام حضور يومي في حياة الملايين من الناس ، وهو وسيلتهم في الحصول على الحوائج ، وقدوتهم في البحث عن الغايات ..
أيضًا فيما ورد عن العباس عليه السلام:
أنه لم يشرب الماء
رغم أنَّ عدم شربه لم يكن واجباً فلو كان يشرب ما كان عمله هذا محرماً قطعاً بل كان له توجيه شرعي، وذلك أنَّه يشرب ليتقوّى فيواجه العدوّ ويدافع عن الإمام الحسين عليه السلام، ودليله أن ابن سعد قال بأي أسلوبٍ لا بدَّ من منع العباس من إيصال الماء إلى الخيام لأنَّه لو أوصل الماء إليها فالحسين سوف يتقوَّى فلا يبقي لكم أحداً. فقال: إن لم تتمكنوا منعه بالسيف فأرشقوا عليه بنبالكم لعلَّها تصيب القربة فيراق ماءها.
من كرامات العباس عليه السلام:
1) روى السيّد عبدالرسول الموسويّ، وكان مقيماً في سورية، قال: إنّه في عام 1977م،قصدتُ وثلّة من الموالين زيارة أبي الفضل العبّاس عليه السّلام في كربلاء، فما أنتشرّفنا بالدخول إلى باحة الحرم الشريف لأداء مراسيم الزيارة، حتّى رأينا رجلاًبيده مجموعةً من الأوراق، جيء به على عربة المقعدين، فتبعناه متوجهين نحو الضريحالشريف.
وما أن اقتربنا من الضريح المقدّس حتّى سمعنا ذلك الرجل المريض يناديأبا الفضل عليه السّلام بصوتٍ عالٍ وبكاءٍ ونحيب، يسمعه جُلّ الزائرين، وكان يقولمن أعماقه: يا مولاي يا أبا الفضل، هذه التقارير الطبّية بين يديك، وأنا زائرك،وليس لي إلاّ أنتم أهل البيت في إنقاذي من محنتي وشدّة مرضي، كما ليس لي رجاء فيشفائي من شللي إلاّ أنتم، وها أنا قد أتيتك وأنت ابن عليٍّ داحي باب خيبر، ولن أبرحمكاني هذا حتّى أحصل على مرادي.
ثمّ أخذ الرجل يرمي بأوراق التقارير الطبيّة صوبالضريح المقدّس رميةَ آيسٍ من الأطباء الذين عجزوا عن علاجه. ثم لم تمضِ إلاّ لحظاتبعد مقالته تلك، حتّى نزل ذلك المريض المُقعَد من عربته، وأخذ بالزحف نحو ضريح أبيالفضل العباس، ليتوسّل به إلى الله تعالى عن قرب، فإذا به ينهض قائمغً، ثمّ يمشيعلى رجلَيه بكلّ اتّزان وكأنّه نَشِط من عِقال، وكأنْ لم يكن مصاباً بشللٍ علىالإطلاق.
هنا ضجّ الناس من حوله، وقد هيمن على الجوّ حالةٌ ممتزجة بين الفرحوالشوق والتصديق والإعجاب، وأخذ الناس يبكون بدهشة ثم ينهالون على المريض متبرّكينبثبابه مستشعرين لكرامةٍ جليّةٍ من كرامات أبي الفضل العباس سلام الله عليه.
ولميكن لينجو ذلك المريض من ازدحام الناس حوله وما كان عليه من ضيق الخناق، حتّىتدخّلت الشرطة لإنقاذه والأخذ بيده إلى خارج ساحة الضريح الشريف.
2) وهذه الكرامة منقولة على لسان عالمٍ مجتهد، هو السيّد ميرزا هادي الخراساني الحائريرحمه الله من كتابه ( معجزات وكرامات ص 124 ـ باللّغة الفارسيّة ) حيث قال:
حكىلي الميرزا حسن اليزدي عن والده المرحوم، حيث كنت ألتقيه في منزله الذي كان يقيمفيه مجلس العزاء لأهل البيت عليهم السّلام في أكثر أيّام الجُمَع.
يروي الميرزااليزديّ: ذات سنة قَدِمنا من مدينة يزد ومعنا أموال وفيرة، نقصد من سفرنا زيارةكربلاء المقدسة، ضمن قافلة كبيرة على الجِمال. في منتصف ليلةٍ من ليالي سفرنا، وعلىمقربةٍ من سلسلةِ جبال، خرجت علينا شرذمةٌ من قطّاع الطرق!
كانت معي ليراتذهبيّة كثيرة، فسارعت إلى وضعها في قنينة رضاع طفلي ( الميرزا حسن ) وناولتُها إلىأمّه. في هذه الأثناء شرع قطّاع الطرق بالإغارة على قافلتنا فأحاطوا بنا من كلّجانب، ومن هول ما فُوجئ به المسافرون معنا علا صراخ الزوّار ممّا صكّ أُذنَيّ، فلمأتحمّل ذلك إذ كدتُ أفقد سمعي، وهيمن الفزع والرعب على الصغار والكبار من هول مانزل بنا، وما هدأت بعض الأصوات حتّى أخذت أسمع توسّلاتٍ وندباتٍ عن قلوبٍ راجفةخائفة:
ـ يا أبا الفضل العباس.. يا قمر بني هاشم.. نحن زائروك، فنجِّناوخلِّصْنا.
وفجأة.. وفي ذلك الليل المظلم البهيم، شعّت قبّة ذهبيّة مَهيبة آنارتالآفاق بجمال قمر العترة أبي الفضل العباس عليه السّلام وعلى رأسه الشريف برقع، ظهرصلوات الله عليه وهو راكبٌ فَرَساً يخترق الجوّ من بين الجبال، وقد بدا نور مُحيّاهوكأنّه يخترق ذلك البرق، فأنار الأودية والمرابع المحيطة بها، وكان وهو على تلكالحال يحمل سيف أبيه المعروف بذي الفَقار وكأنّ حواشيه وأطرافه تلتهب ناراً.
ثمّحدثت صيحةٌ رهيبة صكّت مسامع أولئك السرّاق، كانت عليهم كالصاعقة أو الرعد القاصف،وصوت يصيح بهم:
ـ ارفعوا أيديكم وابتعدوا، وإلاّ سوف تهلكون!
الجميع.. أهلالقافلة والسرّاق كذلك، كلُّهم رأوا في سماء جلال الأبرار ذلك الوجهَ القمريَّالزاهر، ولم يَبقَ أحدٌ منّا إلاّ وقد سُرّ قلبه بذلك الصوت. وفجأة، وعلى الفور.. هرب السرّاق مفزوعين مرعوبين ليبتعدوا عن ذلك المكان دون أن يتعرّض الزائرونلسوء.
أمّا المولى أبو الفضل العبّاس عليه السّلام فقد غابت صورته المهيبةالمباركة بعد لحظات، فيما بقي الزائرون مستيقظين إلى الفجر يعيشون حالة الإجلاللذلك التجلّي القدسيّ، وهم بين مستغرب ومندهش ومسرور ومحدِّثٍ عن تلك الكرامةوالمعجزة الباهرة، وقد أخذت البعض حالةٌ من البكاء والمناجاة والتوسّل، فيما راحتبعض العيون الملهوفة تبحث وتترقّب عسى أن تتشرّف بنظرة أخرى لذلك المحيّا البهيّالشريف.. واجتمع آخرون لزيارة أبي الفضل عن بُعدٍ وقراءة مصيبته والبكاءعليه.
وهدأت الأنفس والأنفاس بعد ذلك، فأخذ الزائرون يبحثون عن أمتعتهمالمسروقة، وإذا بها في مكانها محفوظة سالمة لم يُؤخَذ منها شيء ولم تعبث بها يد.. فقد ولّى السرّاق مهزومين أطلقوا أرجلهم للفرار لا يَلْوون على شيء. وكانت ليلةًمشهودةً تلك، ظهَرَت فيها كرامات، وانطبَعَت فيها صور وآثار على القلوب، ونفذت إلىالأرواح أشواق ومشاعرُ إجلالٍ وشكرٍ لأبي الفضل صاحب الغيرة والشرف المؤبّد، ولمينسَ أحدٌ صورته المشرقة وهي جليّة للمآقي ترَكَت هيبةً في النفوس، ثمّ فرحةً وبهجةفي الجوانح، ثمّ على الألسن جَرَت صلوات جليلة على محمّدٍ وآله الطيّبين الطاهرين
3) الخطيب السيّد حسين الفالي ينقل عن جدّه لأمه المرحوم الشيخ حسن الحائري المعروف فيمدينة كربلاء المقدّسة بـ « الشيخ حسن الصغير » أحد خطباءالمنبرالحسينيّ، أنّه قال:
بينماكنت أطالع في كتاب ( أسرار السلاطين ) وكنت قد عثرت عليه في دار المخطوطات في خزانةأبي الفضل العبّاس عليه السّلام، إذ وجدت هذه القصّة العجيبة:
إنّ « نادر شاه » ملك إيران كان له وزير شيعيّ يُدعى بـ « ميرزا مهدي »، وبعد أن فتح نادر شاه بلادالهند طلب منه وزيره ميرزا مهدي السماح له بزيارة العتبات المقدّسة في العراق، فماإن سمع نادر شاه من وزيره طلَبَه ذاك حتّى أخذ يسخر منه ويستهزئ به، قائلاً له فيماقال:
ـ أنتم الشيعة تعبدون الأموات! رجلٌ قد رحل عن هذه الدنيا منذ مئات السنين،تذهبون إلى قبره فتُسلّمون عليه!!
فأجابه الوزير الشيعي: صحيح أنّه في الظاهر قدمات، لا شكّ في ذلك، ولكنّه تعهّد بأن تكون عقائده ومواقفه حيّةً نديّة، وها همالناس لا زالوا يَرَون كراماته ومعجزاته ويكتبونها.. وتلك كرامات أبيه المولى عليّبن أبي طالب عليه السّلام، لا يقترب من مقامه الطاهر حيوانٌ نَجِسٌ قطّ، بل والأعجبمن ذلك أنّه ما وصل خمرٌ بالقرب من مقامه الشريف إلاّ وفسد وزالت خاصيّة السكر عنهوانقلب في الحال إلى خلّ!
ذُهِل الحاكم « نادر شاه » لِما سمع من وزيره الشيعي « ميرزا مهدي »، وأحبّ أن يتعرّف على ذلك عن كَثَبٍ وقُرب، قال له: إذا كان كذلك كماتقول، فأنا سأأتي معك لمشاهدة هذه الكرامة بنفسي.
بعد ذلك.. توجّه نادر شاه إلى العراق، حتّى إذا وصل إلى مشارف النجفالأشرف واقترب من حرم أمير المؤمنين عليٍّ عليه السّلام، أخرج قنّينةً كان مَلأَهاخمراً وأغلَقَها بإحكام، فَتَحها وإذا به يشمّ منها رائحة الخلّ تتصاعد من فوهتها،ذاق ما فيها إذا به يتذوّق الخلّ.. أجل، انقلب ذلك الخمر إلى خلّ! عجيب.
لميكتفِ نادر شاه بذلك، طلَبَ كلباً ليُدخله إلى مكانٍ يكون على مقربةٍ من الحرمالطاهر، جيء له به، فوجده كلّما حاول إدخاله وسحبه إلى الأمام لم يستطع ذلك، حيثرأى أنّ الكلب لا يرضى أن يتحرّك مِن مكانه أبداً. لم يكتفِ نادر شاه بذلك أيضاً،إذ أمر بعضَ جُنده أن يعمدوا إلى ربط الكلب من عنقه بسلسلةٍ حديديّة فيسحبوه،ائتمروا له بذلك فسحبوه حتّى انقطعت تلك السلسلة ولم يتمكّنوا من إدخال الحيوان إلىالمنطقة المحيطة بالحرم الشريف.
تملّك العجبُ « نادر شاه » لِما رأى من تلك المعجزة وتلك الكرامةالعظيمة، فخشع للمولى أمير المؤمنين عليه السّلام، وطلب من جُنده هذا الطلب:
ـأمَا إنّي وقد رأيت هذه الكرامة الباهرة بعيني، أطلب منكم أن تخلعوا الآن هذهالسلسلة الحديدية من عنق الكلب وتضعوها في عنقي، لأدخل على تلك الحالة إلى ضريحالمولى أمير المؤمنين عليه السّلام!
الاسم : -
العباس عليه السلام .
الكنية : -
أبو الفضل .
اللقب: -
بطل العلقمي، قمر بني هاشم، باب الحوائج، حامي الظعينة، حامل اللواء، كبش الكتيبة.
اسم الأب: -
علي بن أبي طالب عليه السلام .
اسم الأم: -
فاطمة بنت حزام الكلابية عليها السلام .
العمر: -
35 سنة
تاريخ الولادة
سنة 26 هـ في اليوم الرابع من شهر شعبان .
مكان الولادة: -
المدينة المنورة .
مكان الشهادة: -
على نهر العلقمي في ارض كربلاء .
اسم القاتل لعنه الله : -
الحكيم بن الطفيل الطائي .
مكان دفنه عليه السلام
كربلاء .
أولاده: -
له ثلاث من الذكور و له بنتان
أبو الفضل العباس عليه السلام في كلمات
1 / لقد ضحى بكفه حتى لايضحي بكف الحقيقة00
وضحى بعينه حتى لايضحي بعين البصيرة00
وضحى برأسه حتى لايضحي برأس الإيمان00
2 / كان العباس عليه السلام بمفرده يمثل امبراطورية الخير ، في مواجهة عدوه الذي كان يمثل امبراطورية الشر00
3 / كما كان علي عليه السلام معجزة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم0 فقد كان العباس معجزة علي .. وكما تكرر النبي في علي وفي سبطيه ، فقد تكرر علي في العباس ..
4 / للعباس عليه السلام حضور يومي في حياة الملايين من الناس ، وهو وسيلتهم في الحصول على الحوائج ، وقدوتهم في البحث عن الغايات ..
أيضًا فيما ورد عن العباس عليه السلام:
أنه لم يشرب الماء
رغم أنَّ عدم شربه لم يكن واجباً فلو كان يشرب ما كان عمله هذا محرماً قطعاً بل كان له توجيه شرعي، وذلك أنَّه يشرب ليتقوّى فيواجه العدوّ ويدافع عن الإمام الحسين عليه السلام، ودليله أن ابن سعد قال بأي أسلوبٍ لا بدَّ من منع العباس من إيصال الماء إلى الخيام لأنَّه لو أوصل الماء إليها فالحسين سوف يتقوَّى فلا يبقي لكم أحداً. فقال: إن لم تتمكنوا منعه بالسيف فأرشقوا عليه بنبالكم لعلَّها تصيب القربة فيراق ماءها.
من كرامات العباس عليه السلام:
1) روى السيّد عبدالرسول الموسويّ، وكان مقيماً في سورية، قال: إنّه في عام 1977م،قصدتُ وثلّة من الموالين زيارة أبي الفضل العبّاس عليه السّلام في كربلاء، فما أنتشرّفنا بالدخول إلى باحة الحرم الشريف لأداء مراسيم الزيارة، حتّى رأينا رجلاًبيده مجموعةً من الأوراق، جيء به على عربة المقعدين، فتبعناه متوجهين نحو الضريحالشريف.
وما أن اقتربنا من الضريح المقدّس حتّى سمعنا ذلك الرجل المريض يناديأبا الفضل عليه السّلام بصوتٍ عالٍ وبكاءٍ ونحيب، يسمعه جُلّ الزائرين، وكان يقولمن أعماقه: يا مولاي يا أبا الفضل، هذه التقارير الطبّية بين يديك، وأنا زائرك،وليس لي إلاّ أنتم أهل البيت في إنقاذي من محنتي وشدّة مرضي، كما ليس لي رجاء فيشفائي من شللي إلاّ أنتم، وها أنا قد أتيتك وأنت ابن عليٍّ داحي باب خيبر، ولن أبرحمكاني هذا حتّى أحصل على مرادي.
ثمّ أخذ الرجل يرمي بأوراق التقارير الطبيّة صوبالضريح المقدّس رميةَ آيسٍ من الأطباء الذين عجزوا عن علاجه. ثم لم تمضِ إلاّ لحظاتبعد مقالته تلك، حتّى نزل ذلك المريض المُقعَد من عربته، وأخذ بالزحف نحو ضريح أبيالفضل العباس، ليتوسّل به إلى الله تعالى عن قرب، فإذا به ينهض قائمغً، ثمّ يمشيعلى رجلَيه بكلّ اتّزان وكأنّه نَشِط من عِقال، وكأنْ لم يكن مصاباً بشللٍ علىالإطلاق.
هنا ضجّ الناس من حوله، وقد هيمن على الجوّ حالةٌ ممتزجة بين الفرحوالشوق والتصديق والإعجاب، وأخذ الناس يبكون بدهشة ثم ينهالون على المريض متبرّكينبثبابه مستشعرين لكرامةٍ جليّةٍ من كرامات أبي الفضل العباس سلام الله عليه.
ولميكن لينجو ذلك المريض من ازدحام الناس حوله وما كان عليه من ضيق الخناق، حتّىتدخّلت الشرطة لإنقاذه والأخذ بيده إلى خارج ساحة الضريح الشريف.
2) وهذه الكرامة منقولة على لسان عالمٍ مجتهد، هو السيّد ميرزا هادي الخراساني الحائريرحمه الله من كتابه ( معجزات وكرامات ص 124 ـ باللّغة الفارسيّة ) حيث قال:
حكىلي الميرزا حسن اليزدي عن والده المرحوم، حيث كنت ألتقيه في منزله الذي كان يقيمفيه مجلس العزاء لأهل البيت عليهم السّلام في أكثر أيّام الجُمَع.
يروي الميرزااليزديّ: ذات سنة قَدِمنا من مدينة يزد ومعنا أموال وفيرة، نقصد من سفرنا زيارةكربلاء المقدسة، ضمن قافلة كبيرة على الجِمال. في منتصف ليلةٍ من ليالي سفرنا، وعلىمقربةٍ من سلسلةِ جبال، خرجت علينا شرذمةٌ من قطّاع الطرق!
كانت معي ليراتذهبيّة كثيرة، فسارعت إلى وضعها في قنينة رضاع طفلي ( الميرزا حسن ) وناولتُها إلىأمّه. في هذه الأثناء شرع قطّاع الطرق بالإغارة على قافلتنا فأحاطوا بنا من كلّجانب، ومن هول ما فُوجئ به المسافرون معنا علا صراخ الزوّار ممّا صكّ أُذنَيّ، فلمأتحمّل ذلك إذ كدتُ أفقد سمعي، وهيمن الفزع والرعب على الصغار والكبار من هول مانزل بنا، وما هدأت بعض الأصوات حتّى أخذت أسمع توسّلاتٍ وندباتٍ عن قلوبٍ راجفةخائفة:
ـ يا أبا الفضل العباس.. يا قمر بني هاشم.. نحن زائروك، فنجِّناوخلِّصْنا.
وفجأة.. وفي ذلك الليل المظلم البهيم، شعّت قبّة ذهبيّة مَهيبة آنارتالآفاق بجمال قمر العترة أبي الفضل العباس عليه السّلام وعلى رأسه الشريف برقع، ظهرصلوات الله عليه وهو راكبٌ فَرَساً يخترق الجوّ من بين الجبال، وقد بدا نور مُحيّاهوكأنّه يخترق ذلك البرق، فأنار الأودية والمرابع المحيطة بها، وكان وهو على تلكالحال يحمل سيف أبيه المعروف بذي الفَقار وكأنّ حواشيه وأطرافه تلتهب ناراً.
ثمّحدثت صيحةٌ رهيبة صكّت مسامع أولئك السرّاق، كانت عليهم كالصاعقة أو الرعد القاصف،وصوت يصيح بهم:
ـ ارفعوا أيديكم وابتعدوا، وإلاّ سوف تهلكون!
الجميع.. أهلالقافلة والسرّاق كذلك، كلُّهم رأوا في سماء جلال الأبرار ذلك الوجهَ القمريَّالزاهر، ولم يَبقَ أحدٌ منّا إلاّ وقد سُرّ قلبه بذلك الصوت. وفجأة، وعلى الفور.. هرب السرّاق مفزوعين مرعوبين ليبتعدوا عن ذلك المكان دون أن يتعرّض الزائرونلسوء.
أمّا المولى أبو الفضل العبّاس عليه السّلام فقد غابت صورته المهيبةالمباركة بعد لحظات، فيما بقي الزائرون مستيقظين إلى الفجر يعيشون حالة الإجلاللذلك التجلّي القدسيّ، وهم بين مستغرب ومندهش ومسرور ومحدِّثٍ عن تلك الكرامةوالمعجزة الباهرة، وقد أخذت البعض حالةٌ من البكاء والمناجاة والتوسّل، فيما راحتبعض العيون الملهوفة تبحث وتترقّب عسى أن تتشرّف بنظرة أخرى لذلك المحيّا البهيّالشريف.. واجتمع آخرون لزيارة أبي الفضل عن بُعدٍ وقراءة مصيبته والبكاءعليه.
وهدأت الأنفس والأنفاس بعد ذلك، فأخذ الزائرون يبحثون عن أمتعتهمالمسروقة، وإذا بها في مكانها محفوظة سالمة لم يُؤخَذ منها شيء ولم تعبث بها يد.. فقد ولّى السرّاق مهزومين أطلقوا أرجلهم للفرار لا يَلْوون على شيء. وكانت ليلةًمشهودةً تلك، ظهَرَت فيها كرامات، وانطبَعَت فيها صور وآثار على القلوب، ونفذت إلىالأرواح أشواق ومشاعرُ إجلالٍ وشكرٍ لأبي الفضل صاحب الغيرة والشرف المؤبّد، ولمينسَ أحدٌ صورته المشرقة وهي جليّة للمآقي ترَكَت هيبةً في النفوس، ثمّ فرحةً وبهجةفي الجوانح، ثمّ على الألسن جَرَت صلوات جليلة على محمّدٍ وآله الطيّبين الطاهرين
3) الخطيب السيّد حسين الفالي ينقل عن جدّه لأمه المرحوم الشيخ حسن الحائري المعروف فيمدينة كربلاء المقدّسة بـ « الشيخ حسن الصغير » أحد خطباءالمنبرالحسينيّ، أنّه قال:
بينماكنت أطالع في كتاب ( أسرار السلاطين ) وكنت قد عثرت عليه في دار المخطوطات في خزانةأبي الفضل العبّاس عليه السّلام، إذ وجدت هذه القصّة العجيبة:
إنّ « نادر شاه » ملك إيران كان له وزير شيعيّ يُدعى بـ « ميرزا مهدي »، وبعد أن فتح نادر شاه بلادالهند طلب منه وزيره ميرزا مهدي السماح له بزيارة العتبات المقدّسة في العراق، فماإن سمع نادر شاه من وزيره طلَبَه ذاك حتّى أخذ يسخر منه ويستهزئ به، قائلاً له فيماقال:
ـ أنتم الشيعة تعبدون الأموات! رجلٌ قد رحل عن هذه الدنيا منذ مئات السنين،تذهبون إلى قبره فتُسلّمون عليه!!
فأجابه الوزير الشيعي: صحيح أنّه في الظاهر قدمات، لا شكّ في ذلك، ولكنّه تعهّد بأن تكون عقائده ومواقفه حيّةً نديّة، وها همالناس لا زالوا يَرَون كراماته ومعجزاته ويكتبونها.. وتلك كرامات أبيه المولى عليّبن أبي طالب عليه السّلام، لا يقترب من مقامه الطاهر حيوانٌ نَجِسٌ قطّ، بل والأعجبمن ذلك أنّه ما وصل خمرٌ بالقرب من مقامه الشريف إلاّ وفسد وزالت خاصيّة السكر عنهوانقلب في الحال إلى خلّ!
ذُهِل الحاكم « نادر شاه » لِما سمع من وزيره الشيعي « ميرزا مهدي »، وأحبّ أن يتعرّف على ذلك عن كَثَبٍ وقُرب، قال له: إذا كان كذلك كماتقول، فأنا سأأتي معك لمشاهدة هذه الكرامة بنفسي.
بعد ذلك.. توجّه نادر شاه إلى العراق، حتّى إذا وصل إلى مشارف النجفالأشرف واقترب من حرم أمير المؤمنين عليٍّ عليه السّلام، أخرج قنّينةً كان مَلأَهاخمراً وأغلَقَها بإحكام، فَتَحها وإذا به يشمّ منها رائحة الخلّ تتصاعد من فوهتها،ذاق ما فيها إذا به يتذوّق الخلّ.. أجل، انقلب ذلك الخمر إلى خلّ! عجيب.
لميكتفِ نادر شاه بذلك، طلَبَ كلباً ليُدخله إلى مكانٍ يكون على مقربةٍ من الحرمالطاهر، جيء له به، فوجده كلّما حاول إدخاله وسحبه إلى الأمام لم يستطع ذلك، حيثرأى أنّ الكلب لا يرضى أن يتحرّك مِن مكانه أبداً. لم يكتفِ نادر شاه بذلك أيضاً،إذ أمر بعضَ جُنده أن يعمدوا إلى ربط الكلب من عنقه بسلسلةٍ حديديّة فيسحبوه،ائتمروا له بذلك فسحبوه حتّى انقطعت تلك السلسلة ولم يتمكّنوا من إدخال الحيوان إلىالمنطقة المحيطة بالحرم الشريف.
تملّك العجبُ « نادر شاه » لِما رأى من تلك المعجزة وتلك الكرامةالعظيمة، فخشع للمولى أمير المؤمنين عليه السّلام، وطلب من جُنده هذا الطلب:
ـأمَا إنّي وقد رأيت هذه الكرامة الباهرة بعيني، أطلب منكم أن تخلعوا الآن هذهالسلسلة الحديدية من عنق الكلب وتضعوها في عنقي، لأدخل على تلك الحالة إلى ضريحالمولى أمير المؤمنين عليه السّلام!