حسن... يا ضياء العين، يا حبة القلب وسيّد الروح،
سلام عليك، سلام إليك، سلام على روحك، على بدنك الطاهر الذي اغتسل بالنجيع المقدس.
حبيبي، اشتقت إليك كثيراً كثيراً حتى يكاد الحنين أن يكوي فؤادي، مع أنني لم افتقدك، فأنتَ معي، في قلبي، في الدم الذي يجري في عروقي، بأنفاسي التي تستنشق نسائم الجنوب العابقة بعطر دمك الزكي.
أراك حبيبي في كلّ لحظة وكلّ التفاتة.
لقد رأيتك في فرحة العائدين إلى القرى الحبيبة، وهدأ قلبي وقلت الحمد الله إن دمك لم يذهب هدراً، فهذا الجنوب يضجّ بفرحة العائدين إليه. فهنا البناؤون وهنا الزارعون. وأنت حبيبي فوق كلّ تلة تزهو بشهادتك وفوق كل جبل في عاملة شامخاً عالياً يتحدى، حسونة، هكذا كان يحلو لي أن أناديك وما زلت أردّدها، وسأبقى، كنت تحب أن تعرف يومياتي ولعلك ما زلت تحب ذلك، فهي كما عهدتها مليئة بحب العمل والعطاء وزادها ألقاً أنها لك وعنك، ففي الصباح وقبل كل شيء أجمع لك باقات من الآيات الكريمة معطرة بالصلاة على الحبيب وأهله، ثم يكون الحديث مع الأخوات والزوار عنك وعن الأشياء التي تحبها، وهكذا تحدثني عنك وصمتي بك وإلى لقائك شوقي.
أفتش عنك في المساء طيفاً يضيء ليلي، وأبحث عنك في الصباح لأستمد نشاطي من عزيمتك التي لم تفتر يوماً.
أستحضر كلّ ما فيك من عزّ وعنفوان وتحد لأشحن نفسي صبراً على فراقك الأليم الذي لا يشبهه ألم، كما كان عشقك للشهادة والهاً وعميقاً وكُنت أخاف ألا تُرزقها، ومن أجل ذلك كان دعائي لله تعالى أن يهبك مُناك.
ها أنا حققت حلمك واستجاب الله دعائي، فسقطت شهيداً، وبدلاً من أن أحضنك كعادتك في كل لقاء، احتضنت الأرض والوهاد وسقيتها دمك وعرقك. أبيت إلا أن تتجذر فيها وتذيب روحك قطرة قطرة لتسقيها مثلما تسقي أنهار الجنوب جذور السنديان والغار، فأنت نهر من العطاء لا ينضب.
حسونة: ساعة زفّ إلينا نبأ الشهادة، هوّن عليّ أنك في عين الله وفي سبيل إعلاء كلمة الله، فهنيئاً لك حبيبي جنّتك، ومبارك لكل الذين يعيشون اليوم نشوة النصر وفرحة الحرية والانعتاق من الإحساس بالضعف والدّونية، ولن أبكي بعد اليوم لأن الدموع لا تسقي أشجارنا، ولن تبني لنا الآهات داراً. فلن أبكيك ولن أنزوي في ثياب الحداد، بل سأحمل رسالتك وأكمل الطريق الذي بدأته، واضعة يدي بيد أولادك، أحضنهم بمهجتي وبأشفار عيوني وهذا عهدي لكَ.
نم قرير العين واستمتع بصحبة من أحببت من آل الرسول ولا تنسني من الدعاء، وأرجو ألا تبخل باستدعائي إليك فما عهدتك بخيلاً.
سلام عليك، سلام إليك، سلام على روحك، على بدنك الطاهر الذي اغتسل بالنجيع المقدس.
حبيبي، اشتقت إليك كثيراً كثيراً حتى يكاد الحنين أن يكوي فؤادي، مع أنني لم افتقدك، فأنتَ معي، في قلبي، في الدم الذي يجري في عروقي، بأنفاسي التي تستنشق نسائم الجنوب العابقة بعطر دمك الزكي.
أراك حبيبي في كلّ لحظة وكلّ التفاتة.
لقد رأيتك في فرحة العائدين إلى القرى الحبيبة، وهدأ قلبي وقلت الحمد الله إن دمك لم يذهب هدراً، فهذا الجنوب يضجّ بفرحة العائدين إليه. فهنا البناؤون وهنا الزارعون. وأنت حبيبي فوق كلّ تلة تزهو بشهادتك وفوق كل جبل في عاملة شامخاً عالياً يتحدى، حسونة، هكذا كان يحلو لي أن أناديك وما زلت أردّدها، وسأبقى، كنت تحب أن تعرف يومياتي ولعلك ما زلت تحب ذلك، فهي كما عهدتها مليئة بحب العمل والعطاء وزادها ألقاً أنها لك وعنك، ففي الصباح وقبل كل شيء أجمع لك باقات من الآيات الكريمة معطرة بالصلاة على الحبيب وأهله، ثم يكون الحديث مع الأخوات والزوار عنك وعن الأشياء التي تحبها، وهكذا تحدثني عنك وصمتي بك وإلى لقائك شوقي.
أفتش عنك في المساء طيفاً يضيء ليلي، وأبحث عنك في الصباح لأستمد نشاطي من عزيمتك التي لم تفتر يوماً.
أستحضر كلّ ما فيك من عزّ وعنفوان وتحد لأشحن نفسي صبراً على فراقك الأليم الذي لا يشبهه ألم، كما كان عشقك للشهادة والهاً وعميقاً وكُنت أخاف ألا تُرزقها، ومن أجل ذلك كان دعائي لله تعالى أن يهبك مُناك.
ها أنا حققت حلمك واستجاب الله دعائي، فسقطت شهيداً، وبدلاً من أن أحضنك كعادتك في كل لقاء، احتضنت الأرض والوهاد وسقيتها دمك وعرقك. أبيت إلا أن تتجذر فيها وتذيب روحك قطرة قطرة لتسقيها مثلما تسقي أنهار الجنوب جذور السنديان والغار، فأنت نهر من العطاء لا ينضب.
حسونة: ساعة زفّ إلينا نبأ الشهادة، هوّن عليّ أنك في عين الله وفي سبيل إعلاء كلمة الله، فهنيئاً لك حبيبي جنّتك، ومبارك لكل الذين يعيشون اليوم نشوة النصر وفرحة الحرية والانعتاق من الإحساس بالضعف والدّونية، ولن أبكي بعد اليوم لأن الدموع لا تسقي أشجارنا، ولن تبني لنا الآهات داراً. فلن أبكيك ولن أنزوي في ثياب الحداد، بل سأحمل رسالتك وأكمل الطريق الذي بدأته، واضعة يدي بيد أولادك، أحضنهم بمهجتي وبأشفار عيوني وهذا عهدي لكَ.
نم قرير العين واستمتع بصحبة من أحببت من آل الرسول ولا تنسني من الدعاء، وأرجو ألا تبخل باستدعائي إليك فما عهدتك بخيلاً.