ما يميّز القلعة.. إنها شيّدت بجهد فردي، والمواد المستخدمة في البناء هي نتاج تصنيع وتركيب (أبو موسى)
ع
ما سر (قلعة موسى) اللبنانية.. ولماذا نعت صاحبها بـ (السوبر مجنون)؟!
ما يميّز القلعة.. إنها شيّدت بجهد فردي، والمواد المستخدمة في البناء هي نتاج تصنيع وتركيب (أبو موسى)
لبنان - المنارة - منتصر الطائي
يدفعك المشهد الجميل إلى الإسراع بالتقاط الصور، قبل ان يصل رجل أربعيني معرّفاً عن نفسه انه يوسف ياسين شعبان وهو صاحب القلعة.
قلعة تتميز بعمارتها وهندستها وسحر جمالها الخلاب حتى تدغدغ مشاعر الفضول فينا لمعرفة اسم هذه القلعة واسم صاحبها وتأريخها وكيفية بنائها، وربما أولى ما يلبي رغبة مشاهد هذا الصرح الجميل ان يتعرف على اسمها حين يعرف انها عرفت بـ (قلعة موسى)..
تقع هذه القلعة او اللوحة الفنية عند الجنوب اللبناني لدى المرور على الطريق المؤدية الى بلدة خربة سلم (قضاء بنت جبيل)، وحين تتحدث الى صاحبها تكتشف أعمال البناء في (قلعة موسى) هي نتاج مجهود فردي لصاحب المشروع يوسف ياسين شعبان، والملقب بـ (أبو موسى).
حين تتطلع في هذه القلعة، لا يسعك إلا أن تنبهر لجمال بنائها وطريقة تشييدها، فليس بوسعك حينذاك الا ان تنهمر بفضول صحافي عن كيفية بناء هذه القلعة ومتى ولدت فكرة البناء، واهم التفاصيل التي تتعلق بهذه القلعة الجميلة؟، ليبدي صاحبها (ابو موسى) هو الآخر عن استعداده بالإجابة على تساؤلاتنا بل ينهمر علينا بالحديث عنها كالسيل الجارف، لكنه سيل جميل وممتع، اذ قادنا الى السويعات الأولى من ولادة فكرة بناء هذه القلعة، اذ قال (فكرة بناء هذه القلعة قديمة وتعود إلى أيام الطفولة).
مداخل وأبراج باسم الإباء والأشقاء
تبلغ مساحة مبنى القلعة نحو250 مترا لكل من طوابقها الخمسة. وتتألف القلعة من مدخلين كبيرين قام يوسف شعبان (ابو موسى) بإطلاق اسم والديه على احدهما واسم شقيقته على الآخر، والى الجانب تسعة ابراج ضخمة يحمل كل منها اسم احد أشقائه التسعة.
أسرة تعشق الفن وتتنفس النحت
ثم راح يتحدث عن أسرته التي ينحدر منها وعلاقته ببناء هذه القلعة، اذ قال (أنا انتمي الى أسرة تعشق الفنّ، خصوصاً الرسم والنحت، فوالدي كان مشهوراً بإتقانه احد أشكال النحت المتعلقة ببيوت الوجهاء وعليّة القوم. اما شقيقي فهو المرحوم بهيج شعبان، النقيب السابق لخطاطي الصحف، الذي توفي عام (1984).
أرادها عملاً مميزاً لمدينته
وكان أبو موسى، يهدف من خلال بناء هذه القلعة ما يميز ضيعته (قريته) عن سواها فقال (كنت أتمنى ان أقوم بعمل مميز لخربة سلم خصوصاً والجنوب عموماً) اذ أن الجنوب يفتقد الى معالم تحفظ تراث وسيرة رجالات هذه المنطقة).
يعاود (ابو موسى) بذاكرته الى الوراء ويسترجع معنا صيف عام (1993)، ليكشف عن البدء بتنفيذ بناء هذه القلعة، حين كان الجنوب، وخربة سلم، هدفاً يومياً لضرب المدفعية الإسرائيلية والطيران، ما أدى الى تأخير عمليات البناء، سيما وأن عدداً من القذائف سقط داخل حرم القلعة وأدى في حينه الى تضرّرها بشكل واضح).
أبو موسى.. سوبر مجنون
وحين، كان يتذكر تلك الأيام، ابتسم كثيرا ثم لم يتمالك نفسه فأنفجر ضاحكا، ليبرر ذلك بقوله (كنت اعمل في ظل هذه الأجواء بإصرار وتصميم، ما حدا بالمقربين مني، خصوصاً قوات الطوارئ الدولية- التي اعمل لديها كموظف- إلى نعتي بـ (السوبر مجنون)، وذلك في إشارة إلى أصل الفكرة، وإصراري على تنفيذها في ذلك الوقت).
بناء مميّز.. وابتكار شخصي
من يتفحص بناء القلعة جيدا، يشعر ان ثمة أمرين ملفتان للنظر، تحدث عنهما (ابو موسى) موضحا (بالإضافة إلى ما يميّز البناء النابع من جهد فردي في تشييده، فأن هناك ميزة أخرى تكمن في ان المواد المستخدمة في البناء هي نتاج تصنيعي وتركيبي أيضا. فمثلاً الغلاف الخارجي الذي يغطي كامل المبنى هو عبارة عن خلطة من ابتكاري أنا، وهي مادة تتمتع بمواصفات تضاهي الاسمنت. فقد وضعت قيد التجربة مدة عام ونصف تحت تأثير عوامل مناخية مختلفة، وليس ذلك فحسب، إذ أن زجاج النوافذ الذي سيتم تركيبه هو من تصنيع أبي موسى نفسه، الى جانب عمليات الزخرفة والتلوين التي سيخضع لها ذلك الزجاج).
منحوتات صخرية وشخصيات عربية
عندما تدخل المبنى، وتتطلع عيناك جهة الجناح المخصص لإنشاء المتحف، ترى عشرات المنحوتات الصخرية التي تمثّل وجوه شخصيات لبنانية وعربية وعالمية، قديمة ومعاصرة، من سياسيين وفنانين وأدباء، من بينها تمثال حجري ملون لفلاّح لبناني بالحجم الطبيعي.
القلعة لا ترتبط بالقصر
في لبنان، ثمة مبنى آخر وكبير جدا، يعرف بقصر موسى المعماري في بيت الدين، وحين بنى أبو موسى قلعته، أشيع هناك انه كان متأثرا بقصر موسى المعماري، وهذا ما نفاه (أبو موسى) بقوله (لم أتأثر به، وهذا واضح في نمط البناء المختلف الذي سرت عليه، فالخبير في هذا المضمار بإمكانه ان يلاحظ الفرق الكبير بين القلعتين). وتابع قائلا (ان فكرة بناء قلعتي قديمة كما ان هندسة وتصميم المشروع في الأصل صورة في مخيلتي ولم ألجأ الى الخرائط او الرسوم الهندسية، بل كانت مراحل التنفيذ تتم بشكل (ارتجالي) مستندة الى ما احمله من أفكار وتصورات، ما جعلني أصبح لاحقاً صاحب رأي يعتدّ به في حقل البناء والتصميم في أوساط معارفي وأصدقائي).
القلعة كلفته كثيرا.. لكنها لا تعنيه
قلعة بهذا الحجم والهيئة، تدل على بذل الكثير من الجهود والتكاليف المادية لتظهر على هذه الشاكلة، لكن رغم كل ذلك، فان (ابو موسى) لم يهتم لجهة التكلفة المادية الخاصة بالقلعة، والذي أكد (أني لا استطيع وضع تصور لمجمل التكاليف التي أنفقت حتى الآن، فالجانب المادي لا يعنيني، وهو لم يكن واردا في حساباتي، وأتذكر انه عرض علي من قبل ممولين عرب شراء القلعة أو مشاركتي فيها لكني رفضت. الاّ انه في المقابل لا أنكر الحاجة الى الدعم المادي لما تبقّى من مراحل المشروع الكثيرة التي احلم في انجازها).
القلعة قبلة السياح والزائرين
رغم ان مشروع القلعة لم ينجز بعد بكامله كما يتمنى ابو موسى، الا ان المكان أصبح مزاراً للعديد من الشخصيات والدبلوماسيين والسياح العرب والأجانب. وعن ذلك يقول (في كثير من الأحيان أفاجئ بعدد من الزائرين والسياح والدبلوماسيين وهم يتجولون في طوابق القلعة، او بالحافلات السياحية التي تصطفّ في الباحة الخارجية، وحين أشاهدهم اشعر بالفرح وأقوم باستضافتهم وإبقائهم الى مائدتي).
ودعت (ابو موسى) وكلي أمل، إن تكون زيارتي الثانية للبنان والجنوب خصوصا للمثول بين يديه، وقد حقق جميع أحلامه وأنجز كافة المباني المتبقية من هذه القلعة التي يريد أن يضيف لها متحفا وبعض المباني الأخرى.
منقول للافاده
عدل سابقا من قبل حسن حسين فقية في الخميس نوفمبر 12, 2009 9:20 pm عدل 1 مرات (السبب : اضافة بعض الكلمات)
ع
ما سر (قلعة موسى) اللبنانية.. ولماذا نعت صاحبها بـ (السوبر مجنون)؟!
ما يميّز القلعة.. إنها شيّدت بجهد فردي، والمواد المستخدمة في البناء هي نتاج تصنيع وتركيب (أبو موسى)
لبنان - المنارة - منتصر الطائي
يدفعك المشهد الجميل إلى الإسراع بالتقاط الصور، قبل ان يصل رجل أربعيني معرّفاً عن نفسه انه يوسف ياسين شعبان وهو صاحب القلعة.
قلعة تتميز بعمارتها وهندستها وسحر جمالها الخلاب حتى تدغدغ مشاعر الفضول فينا لمعرفة اسم هذه القلعة واسم صاحبها وتأريخها وكيفية بنائها، وربما أولى ما يلبي رغبة مشاهد هذا الصرح الجميل ان يتعرف على اسمها حين يعرف انها عرفت بـ (قلعة موسى)..
تقع هذه القلعة او اللوحة الفنية عند الجنوب اللبناني لدى المرور على الطريق المؤدية الى بلدة خربة سلم (قضاء بنت جبيل)، وحين تتحدث الى صاحبها تكتشف أعمال البناء في (قلعة موسى) هي نتاج مجهود فردي لصاحب المشروع يوسف ياسين شعبان، والملقب بـ (أبو موسى).
حين تتطلع في هذه القلعة، لا يسعك إلا أن تنبهر لجمال بنائها وطريقة تشييدها، فليس بوسعك حينذاك الا ان تنهمر بفضول صحافي عن كيفية بناء هذه القلعة ومتى ولدت فكرة البناء، واهم التفاصيل التي تتعلق بهذه القلعة الجميلة؟، ليبدي صاحبها (ابو موسى) هو الآخر عن استعداده بالإجابة على تساؤلاتنا بل ينهمر علينا بالحديث عنها كالسيل الجارف، لكنه سيل جميل وممتع، اذ قادنا الى السويعات الأولى من ولادة فكرة بناء هذه القلعة، اذ قال (فكرة بناء هذه القلعة قديمة وتعود إلى أيام الطفولة).
مداخل وأبراج باسم الإباء والأشقاء
تبلغ مساحة مبنى القلعة نحو250 مترا لكل من طوابقها الخمسة. وتتألف القلعة من مدخلين كبيرين قام يوسف شعبان (ابو موسى) بإطلاق اسم والديه على احدهما واسم شقيقته على الآخر، والى الجانب تسعة ابراج ضخمة يحمل كل منها اسم احد أشقائه التسعة.
أسرة تعشق الفن وتتنفس النحت
ثم راح يتحدث عن أسرته التي ينحدر منها وعلاقته ببناء هذه القلعة، اذ قال (أنا انتمي الى أسرة تعشق الفنّ، خصوصاً الرسم والنحت، فوالدي كان مشهوراً بإتقانه احد أشكال النحت المتعلقة ببيوت الوجهاء وعليّة القوم. اما شقيقي فهو المرحوم بهيج شعبان، النقيب السابق لخطاطي الصحف، الذي توفي عام (1984).
أرادها عملاً مميزاً لمدينته
وكان أبو موسى، يهدف من خلال بناء هذه القلعة ما يميز ضيعته (قريته) عن سواها فقال (كنت أتمنى ان أقوم بعمل مميز لخربة سلم خصوصاً والجنوب عموماً) اذ أن الجنوب يفتقد الى معالم تحفظ تراث وسيرة رجالات هذه المنطقة).
يعاود (ابو موسى) بذاكرته الى الوراء ويسترجع معنا صيف عام (1993)، ليكشف عن البدء بتنفيذ بناء هذه القلعة، حين كان الجنوب، وخربة سلم، هدفاً يومياً لضرب المدفعية الإسرائيلية والطيران، ما أدى الى تأخير عمليات البناء، سيما وأن عدداً من القذائف سقط داخل حرم القلعة وأدى في حينه الى تضرّرها بشكل واضح).
أبو موسى.. سوبر مجنون
وحين، كان يتذكر تلك الأيام، ابتسم كثيرا ثم لم يتمالك نفسه فأنفجر ضاحكا، ليبرر ذلك بقوله (كنت اعمل في ظل هذه الأجواء بإصرار وتصميم، ما حدا بالمقربين مني، خصوصاً قوات الطوارئ الدولية- التي اعمل لديها كموظف- إلى نعتي بـ (السوبر مجنون)، وذلك في إشارة إلى أصل الفكرة، وإصراري على تنفيذها في ذلك الوقت).
بناء مميّز.. وابتكار شخصي
من يتفحص بناء القلعة جيدا، يشعر ان ثمة أمرين ملفتان للنظر، تحدث عنهما (ابو موسى) موضحا (بالإضافة إلى ما يميّز البناء النابع من جهد فردي في تشييده، فأن هناك ميزة أخرى تكمن في ان المواد المستخدمة في البناء هي نتاج تصنيعي وتركيبي أيضا. فمثلاً الغلاف الخارجي الذي يغطي كامل المبنى هو عبارة عن خلطة من ابتكاري أنا، وهي مادة تتمتع بمواصفات تضاهي الاسمنت. فقد وضعت قيد التجربة مدة عام ونصف تحت تأثير عوامل مناخية مختلفة، وليس ذلك فحسب، إذ أن زجاج النوافذ الذي سيتم تركيبه هو من تصنيع أبي موسى نفسه، الى جانب عمليات الزخرفة والتلوين التي سيخضع لها ذلك الزجاج).
منحوتات صخرية وشخصيات عربية
عندما تدخل المبنى، وتتطلع عيناك جهة الجناح المخصص لإنشاء المتحف، ترى عشرات المنحوتات الصخرية التي تمثّل وجوه شخصيات لبنانية وعربية وعالمية، قديمة ومعاصرة، من سياسيين وفنانين وأدباء، من بينها تمثال حجري ملون لفلاّح لبناني بالحجم الطبيعي.
القلعة لا ترتبط بالقصر
في لبنان، ثمة مبنى آخر وكبير جدا، يعرف بقصر موسى المعماري في بيت الدين، وحين بنى أبو موسى قلعته، أشيع هناك انه كان متأثرا بقصر موسى المعماري، وهذا ما نفاه (أبو موسى) بقوله (لم أتأثر به، وهذا واضح في نمط البناء المختلف الذي سرت عليه، فالخبير في هذا المضمار بإمكانه ان يلاحظ الفرق الكبير بين القلعتين). وتابع قائلا (ان فكرة بناء قلعتي قديمة كما ان هندسة وتصميم المشروع في الأصل صورة في مخيلتي ولم ألجأ الى الخرائط او الرسوم الهندسية، بل كانت مراحل التنفيذ تتم بشكل (ارتجالي) مستندة الى ما احمله من أفكار وتصورات، ما جعلني أصبح لاحقاً صاحب رأي يعتدّ به في حقل البناء والتصميم في أوساط معارفي وأصدقائي).
القلعة كلفته كثيرا.. لكنها لا تعنيه
قلعة بهذا الحجم والهيئة، تدل على بذل الكثير من الجهود والتكاليف المادية لتظهر على هذه الشاكلة، لكن رغم كل ذلك، فان (ابو موسى) لم يهتم لجهة التكلفة المادية الخاصة بالقلعة، والذي أكد (أني لا استطيع وضع تصور لمجمل التكاليف التي أنفقت حتى الآن، فالجانب المادي لا يعنيني، وهو لم يكن واردا في حساباتي، وأتذكر انه عرض علي من قبل ممولين عرب شراء القلعة أو مشاركتي فيها لكني رفضت. الاّ انه في المقابل لا أنكر الحاجة الى الدعم المادي لما تبقّى من مراحل المشروع الكثيرة التي احلم في انجازها).
القلعة قبلة السياح والزائرين
رغم ان مشروع القلعة لم ينجز بعد بكامله كما يتمنى ابو موسى، الا ان المكان أصبح مزاراً للعديد من الشخصيات والدبلوماسيين والسياح العرب والأجانب. وعن ذلك يقول (في كثير من الأحيان أفاجئ بعدد من الزائرين والسياح والدبلوماسيين وهم يتجولون في طوابق القلعة، او بالحافلات السياحية التي تصطفّ في الباحة الخارجية، وحين أشاهدهم اشعر بالفرح وأقوم باستضافتهم وإبقائهم الى مائدتي).
ودعت (ابو موسى) وكلي أمل، إن تكون زيارتي الثانية للبنان والجنوب خصوصا للمثول بين يديه، وقد حقق جميع أحلامه وأنجز كافة المباني المتبقية من هذه القلعة التي يريد أن يضيف لها متحفا وبعض المباني الأخرى.
منقول للافاده
عدل سابقا من قبل حسن حسين فقية في الخميس نوفمبر 12, 2009 9:20 pm عدل 1 مرات (السبب : اضافة بعض الكلمات)
