شهادة الامام الحسن (عليه السلام )
--------------------------------------------------------------------------------
شهادته (عليه السلام
رجع الإمام الحسن (عليه السلام) إلى المدينة المنورة، بعد التوقيع على الهدنة، وأقام بها عشر سنين، ثم قضى نحبه شهيدا مسموما مظلوما، وذلك لسبع خلون من شهر
صفر، وفي رواية لليلتين بقيتا من صفر عام خمسين من الهجرة، وله من العمر سبعة وأربعون عاما وأشهر، سمته زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس، وكان معاوية قد حملها على ذلك وضمن لها أن يزوجها من ابنه يزيد وأعطاها مائة ألف درهم، فسقت الإمام (عليه السلام) السم، وكان شديدا فتاكا جلبه معاوية من الروم، بحيث بقي ثلاثة أيام يعالج الموت ويلفظ كبده قطعة قطعة، حتى قضى نحبه يشكو إلى الله، وإلى جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإلى أبيه وأمه ظلم الظالمين. قال الشيخ المفيد قدس نفسه : توفي الإمام (عليه السلام) في صفر سنة خمسين من الهجرة، وله يومئذ ثمان وأربعون سنة، وكانت خلافته عشر سنين. ونعم ما قال الشاعر: وجاشت لتأبى دفنه عند جده * تثير على أشياعه رهج الحرب
أتدني لها الويلات مستوجب النوى * إليه وتقصي عنه مستوجب القرب وهذه رواية أخرى عن شهادته (عليه السلام) أكثر تفصيلا: وبقي الإمام (عليه السلام) يعاني من تأثير السم حتى تمكن منه وأخذ يقذف كبده قطعة قطعة، ولما حضرته الوفاة استدعى أخاه الإمام الحسين (عليه السلام) وانفرد به، وقال له: يا أخي إني مفارقك ولاحق بربي وقد سقيت السم مرارا ولكن هذه المرة أشدها ورميت كبدي في الطست، وإني لعارف بمن سقاني السم ومن أين دهيت، وأنا أخاصمه إلى الله عز وجل، فبحقي عليك إن تكلمت في ذلك بشيء، وانتظر ما يحدث الله عز وجل في. فإذا أنا قضيت نحبي فغمضني وغسلني وكفني واحملني على سريري إلى قبر جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأجدد به عهدا، ثم ردني إلى قبر جدتي فاطمة بنت أسد
فادفني عندها، وستعلم يا ابن أم أن القوم يظنون أنكم تريدون دفني عند جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيجلبون في منعكم عن ذلك، وبالله أقسم عليك أن لاتريق في أمري محجمة دم، ثم وصى إليه بأهله وولده وتركاته، وما كان وصى به أمير المؤمنين (عليه السلام) حين استخلفه وأهله لمقامه، ودل شيعته على استخلافه ونصبه لهم علما من بعده، ثم قضى نحبه شهيدا مظلوما مسموما صابرا محتسبا، وذلك في صفر سنة خمسين من الهجرة. فلما توفي (عليه السلام) غسله الإمام الحسين (عليه السلام) وكفنه، وصلى عليه، وحمله على سريره يريد تجديد العهد بزيارة جده (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يشك مروان بن الحكم ومن معه من بني أمية أنهم سيدفنونه عند جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فتجمعوا ولبسوا السلاح وتقدمتهم عائشة على بغلة، فلما توجه الإمام الحسين (عليه السلام) بالجثمان إلى قبر جده ليجددوا به عهدا أقبلوا إليهم في جمعهم تتقدمهم عائشة
وهي تقول: مالي ولكم تريدون أن تدخلوا بيتي من لا أحب. وجعل مروان بن الحكم يقول: يا رب هيجا هي خير من دعة أيدفن عثمان في أقصى المدينة ويدفن الحسن مع جده لا يكون ذلك أبدا وأنا أحمل السلاح. فبادر ابن عباس إلى مروان فقال: ارجع يا مروان من حيث جئت فإنا لا نريد دفن صاحبنا عند جده، لكنا نريد أن نجدد به عهدا بزيارته ثم نرده إلى جدته فاطمة بنت أسد فندفنه عندها بوصيته بذلك، ولو كان أوصى بدفنه مع جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلمت أنك أقصر باعا من ردنا عن ذلك، لكنه كان أعلم بالله وبرسوله وبحرمة قبره من أن يطرق عليه هدما، كما طرق ذلك غيره ودخل بيته بغير إذنه. ثم أقبل على عائشة وقال لها: واسوأتاه يوما على بغل ويوما على جمل تريدين أن تطفئي نور الله،
وتقاتلي أولياء الله ارجعي فقد كفيت الذي تخافين وبلغت ما تحبين، والله منتصر لأهل هذا البيت ولو بعد حين. وفي رواية يوما تجملت ويوما تبغلت وإن عشت تفيلت، وقد أخذ ابن الحجاج الشاعر البغدادي المشهور هذا المعنى فأنشد يقول: أيا بنت أبي بكر * لا كان ولا كنت لك التسع من الثمن * وبالكل تملكت تجملت تبغلت * وإن عشت تفيلت وقال الإمام الحسين (عليه السلام) والله لولا عهد الحسن إلي بحقن الدماء وأن لا أهريق في أمره محجمة دم لعلمتم كيف تأخذ سيوف الله منكم مأخذها وقد نقضتم العهد بيننا وبينكم، وأبطلتم ما اشترطنا عليكم لأنفسنا
(1) وهذا دليل آخر على أن الهدنة والموادعة كانت مشروطة بالصلح مع معاوية، وما كانت بيعة له ولا تنازلا عن الخلافة فإن ذلك منصب إلهي اختاره الله سبحانه للحسن (عليه السلام) بعد أبيه سواء قام بالأمر أم لم يقم كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا. (*)
ومضوا بالنعش إلى بقيع الغرقد فدفنوه عند جدته فاطمة بنت أسد بن هاشم. قال القاسم بن محمد بن أبي بكر لعمته عائشة، يا عمة ما غسلنا رؤوسنا من يوم الجمل الأحمر، أتريدين أن يقال يوم البغلة الشهباء؟ مراسيم الدفن :
ولما فرغ من دفنه وأهال التراب عليه وقد هاجت به الأحزان فجلس على شفير القبر يخط الأرض بأنامله وقد أحاط به إخوته وبنو عمومته وبقية الهاشميين، وخلص أصحابه وهو في أشد حالات الحزن والبكاء
وينشد هذه الأبيات ويقول: أأدهن رأسي أم تطيب مجالسي * ورأسك معفور وأنت سليب واستمتع الدنيا لشيء أحبه * ألا كل ما أدني إليك حبيب فلا زلت أبكي ما تغنت حمامة * عليك وما هبت صبا وجنوب وما هملت عيني من الدمع قطرة * وما اخضر في دوح الحجاز قضيب بكائي طويل والدموع غزيرة * وأنت بعيد والمزار قريب غريب وأطراف البيوت تحوطه * ألا كل من تحت التراب غريب ولا يفرح الباقي خلاف الذي مضى * وكل فتى للموت فيه نصيب
وليس حريبا من أصيب بماله * ولكن من وارى أخاه حريب نسيبك من أمسى يناجيك طرفه * وليس لمن تحت التراب نسيب وفي مناقب ابن شهر آشوب: وللإمام الحسين (عليه السلام). إن لم أمت أسفا عليك فقد * أصبحت مشتاقا إلى الموت في مروج الذهب ج 2 وتذكرة الخواص أذكر ذلك ملخصا. قام أخوه محمد بن الحنفية على قبره مؤبنا باكيا وقال: رحمك الله يا أبا محمد، لئن عزت حياتك لقد هدت وفاتك، ولنعم الروح روح عمر به بدنك، ولنعم البدن بدن تضمنه كفنك، وكيف لا تكون هكذا وأنت سليل الهدى وحليف أهل التقى، وخامس أهل الكسا، ربيت في حجر الإسلام، ورضعت ثدي الإيمان،
وغذتك بالتقوى أكف الحق، ولك السوابق العظمى، والغايات القصوى، فلقد طبت حيا وميتا، وإن كانت أنفسنا غير سخية بفراقك، فعليك من الله السلام. وأنشد يقول: أأدهن رأسي أم تطيب مجالسي * وخدك معفور وأنت سليب أأشرب ماء المزن من غير مائه * وقد ضمن الأحشاء منك لهيب سأبكيك ما ناحت حمامة أيكة * وما اخضر في دوح الرياض قضيب غريب وأكناف الحجاز تحوطه * ألا كل من تحت التراب غريب وهناك مراثي كثيرة منتشرة في كتب التاريخ لا سيما في كتاب المجالس السنية ج 5 للسيد محسن الأمين، وكتاب مثير الأحزان للشيخ شريف الجواد
المنتخب الشيخ فخر الدين الطريحي النجفي. أقول: لقد تأسف الوهابيون في هذا الزمان أن لا يكونوا شاركوا أسلافهم في التعرض لجنازة السبط الشهيد الإمام أبي محمد الحسن (عليه السلام) فتتبعوه رميما، فقد قاموا بتهديم قبره وقبور الأئمة، وقبور أهل البيت (عليهم السلام) كافة عنادا للحق وعداوة لله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتحديا لمشاعر المسلمين كافة، وذلك بمرأى ومسمع منهم وما حرك أحد منهم ساكنا وقد أصبح، وكأن الأمر لا يعنيهم ولا يهمهم لا من قريب ولا من بعيد فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم (1). خاتمة المطاف
--------------------------------------------------------------------------------
شهادته (عليه السلام
رجع الإمام الحسن (عليه السلام) إلى المدينة المنورة، بعد التوقيع على الهدنة، وأقام بها عشر سنين، ثم قضى نحبه شهيدا مسموما مظلوما، وذلك لسبع خلون من شهر
صفر، وفي رواية لليلتين بقيتا من صفر عام خمسين من الهجرة، وله من العمر سبعة وأربعون عاما وأشهر، سمته زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس، وكان معاوية قد حملها على ذلك وضمن لها أن يزوجها من ابنه يزيد وأعطاها مائة ألف درهم، فسقت الإمام (عليه السلام) السم، وكان شديدا فتاكا جلبه معاوية من الروم، بحيث بقي ثلاثة أيام يعالج الموت ويلفظ كبده قطعة قطعة، حتى قضى نحبه يشكو إلى الله، وإلى جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإلى أبيه وأمه ظلم الظالمين. قال الشيخ المفيد قدس نفسه : توفي الإمام (عليه السلام) في صفر سنة خمسين من الهجرة، وله يومئذ ثمان وأربعون سنة، وكانت خلافته عشر سنين. ونعم ما قال الشاعر: وجاشت لتأبى دفنه عند جده * تثير على أشياعه رهج الحرب
أتدني لها الويلات مستوجب النوى * إليه وتقصي عنه مستوجب القرب وهذه رواية أخرى عن شهادته (عليه السلام) أكثر تفصيلا: وبقي الإمام (عليه السلام) يعاني من تأثير السم حتى تمكن منه وأخذ يقذف كبده قطعة قطعة، ولما حضرته الوفاة استدعى أخاه الإمام الحسين (عليه السلام) وانفرد به، وقال له: يا أخي إني مفارقك ولاحق بربي وقد سقيت السم مرارا ولكن هذه المرة أشدها ورميت كبدي في الطست، وإني لعارف بمن سقاني السم ومن أين دهيت، وأنا أخاصمه إلى الله عز وجل، فبحقي عليك إن تكلمت في ذلك بشيء، وانتظر ما يحدث الله عز وجل في. فإذا أنا قضيت نحبي فغمضني وغسلني وكفني واحملني على سريري إلى قبر جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأجدد به عهدا، ثم ردني إلى قبر جدتي فاطمة بنت أسد
فادفني عندها، وستعلم يا ابن أم أن القوم يظنون أنكم تريدون دفني عند جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيجلبون في منعكم عن ذلك، وبالله أقسم عليك أن لاتريق في أمري محجمة دم، ثم وصى إليه بأهله وولده وتركاته، وما كان وصى به أمير المؤمنين (عليه السلام) حين استخلفه وأهله لمقامه، ودل شيعته على استخلافه ونصبه لهم علما من بعده، ثم قضى نحبه شهيدا مظلوما مسموما صابرا محتسبا، وذلك في صفر سنة خمسين من الهجرة. فلما توفي (عليه السلام) غسله الإمام الحسين (عليه السلام) وكفنه، وصلى عليه، وحمله على سريره يريد تجديد العهد بزيارة جده (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يشك مروان بن الحكم ومن معه من بني أمية أنهم سيدفنونه عند جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فتجمعوا ولبسوا السلاح وتقدمتهم عائشة على بغلة، فلما توجه الإمام الحسين (عليه السلام) بالجثمان إلى قبر جده ليجددوا به عهدا أقبلوا إليهم في جمعهم تتقدمهم عائشة
وهي تقول: مالي ولكم تريدون أن تدخلوا بيتي من لا أحب. وجعل مروان بن الحكم يقول: يا رب هيجا هي خير من دعة أيدفن عثمان في أقصى المدينة ويدفن الحسن مع جده لا يكون ذلك أبدا وأنا أحمل السلاح. فبادر ابن عباس إلى مروان فقال: ارجع يا مروان من حيث جئت فإنا لا نريد دفن صاحبنا عند جده، لكنا نريد أن نجدد به عهدا بزيارته ثم نرده إلى جدته فاطمة بنت أسد فندفنه عندها بوصيته بذلك، ولو كان أوصى بدفنه مع جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلمت أنك أقصر باعا من ردنا عن ذلك، لكنه كان أعلم بالله وبرسوله وبحرمة قبره من أن يطرق عليه هدما، كما طرق ذلك غيره ودخل بيته بغير إذنه. ثم أقبل على عائشة وقال لها: واسوأتاه يوما على بغل ويوما على جمل تريدين أن تطفئي نور الله،
وتقاتلي أولياء الله ارجعي فقد كفيت الذي تخافين وبلغت ما تحبين، والله منتصر لأهل هذا البيت ولو بعد حين. وفي رواية يوما تجملت ويوما تبغلت وإن عشت تفيلت، وقد أخذ ابن الحجاج الشاعر البغدادي المشهور هذا المعنى فأنشد يقول: أيا بنت أبي بكر * لا كان ولا كنت لك التسع من الثمن * وبالكل تملكت تجملت تبغلت * وإن عشت تفيلت وقال الإمام الحسين (عليه السلام) والله لولا عهد الحسن إلي بحقن الدماء وأن لا أهريق في أمره محجمة دم لعلمتم كيف تأخذ سيوف الله منكم مأخذها وقد نقضتم العهد بيننا وبينكم، وأبطلتم ما اشترطنا عليكم لأنفسنا
(1) وهذا دليل آخر على أن الهدنة والموادعة كانت مشروطة بالصلح مع معاوية، وما كانت بيعة له ولا تنازلا عن الخلافة فإن ذلك منصب إلهي اختاره الله سبحانه للحسن (عليه السلام) بعد أبيه سواء قام بالأمر أم لم يقم كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا. (*)
ومضوا بالنعش إلى بقيع الغرقد فدفنوه عند جدته فاطمة بنت أسد بن هاشم. قال القاسم بن محمد بن أبي بكر لعمته عائشة، يا عمة ما غسلنا رؤوسنا من يوم الجمل الأحمر، أتريدين أن يقال يوم البغلة الشهباء؟ مراسيم الدفن :
ولما فرغ من دفنه وأهال التراب عليه وقد هاجت به الأحزان فجلس على شفير القبر يخط الأرض بأنامله وقد أحاط به إخوته وبنو عمومته وبقية الهاشميين، وخلص أصحابه وهو في أشد حالات الحزن والبكاء
وينشد هذه الأبيات ويقول: أأدهن رأسي أم تطيب مجالسي * ورأسك معفور وأنت سليب واستمتع الدنيا لشيء أحبه * ألا كل ما أدني إليك حبيب فلا زلت أبكي ما تغنت حمامة * عليك وما هبت صبا وجنوب وما هملت عيني من الدمع قطرة * وما اخضر في دوح الحجاز قضيب بكائي طويل والدموع غزيرة * وأنت بعيد والمزار قريب غريب وأطراف البيوت تحوطه * ألا كل من تحت التراب غريب ولا يفرح الباقي خلاف الذي مضى * وكل فتى للموت فيه نصيب
وليس حريبا من أصيب بماله * ولكن من وارى أخاه حريب نسيبك من أمسى يناجيك طرفه * وليس لمن تحت التراب نسيب وفي مناقب ابن شهر آشوب: وللإمام الحسين (عليه السلام). إن لم أمت أسفا عليك فقد * أصبحت مشتاقا إلى الموت في مروج الذهب ج 2 وتذكرة الخواص أذكر ذلك ملخصا. قام أخوه محمد بن الحنفية على قبره مؤبنا باكيا وقال: رحمك الله يا أبا محمد، لئن عزت حياتك لقد هدت وفاتك، ولنعم الروح روح عمر به بدنك، ولنعم البدن بدن تضمنه كفنك، وكيف لا تكون هكذا وأنت سليل الهدى وحليف أهل التقى، وخامس أهل الكسا، ربيت في حجر الإسلام، ورضعت ثدي الإيمان،
وغذتك بالتقوى أكف الحق، ولك السوابق العظمى، والغايات القصوى، فلقد طبت حيا وميتا، وإن كانت أنفسنا غير سخية بفراقك، فعليك من الله السلام. وأنشد يقول: أأدهن رأسي أم تطيب مجالسي * وخدك معفور وأنت سليب أأشرب ماء المزن من غير مائه * وقد ضمن الأحشاء منك لهيب سأبكيك ما ناحت حمامة أيكة * وما اخضر في دوح الرياض قضيب غريب وأكناف الحجاز تحوطه * ألا كل من تحت التراب غريب وهناك مراثي كثيرة منتشرة في كتب التاريخ لا سيما في كتاب المجالس السنية ج 5 للسيد محسن الأمين، وكتاب مثير الأحزان للشيخ شريف الجواد
المنتخب الشيخ فخر الدين الطريحي النجفي. أقول: لقد تأسف الوهابيون في هذا الزمان أن لا يكونوا شاركوا أسلافهم في التعرض لجنازة السبط الشهيد الإمام أبي محمد الحسن (عليه السلام) فتتبعوه رميما، فقد قاموا بتهديم قبره وقبور الأئمة، وقبور أهل البيت (عليهم السلام) كافة عنادا للحق وعداوة لله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتحديا لمشاعر المسلمين كافة، وذلك بمرأى ومسمع منهم وما حرك أحد منهم ساكنا وقد أصبح، وكأن الأمر لا يعنيهم ولا يهمهم لا من قريب ولا من بعيد فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم (1). خاتمة المطاف