سادتي الكرام....
بين رسالتي الأولى والثانية لم أسمع إلا صدى صراخي و نحيبي...
وبين الثانية وهذه الثالثة أنضم اليّ كل أهالي ضحايا الطائرة الأثيوبية المنكوبة والكثير من المتعاطفين معنا في محنتنا..لكنكم ما زلتم تؤثرون الصمت المطبق...
حججت بيت الله الحرام هذه السنة, وحجّت معي إبنتي المظلومة رنا وهي تحتضن أشلاء زوجها المرحوم الحاج محمد الحاج وأشلاء إبنتها الحبيبة جوليا, وهم يهدونكم السلام , ودعونا الله أن يمدكم بالعزم ويلهمكم الجرأة علّكم تخبروننا نتائج التحقيقات وحقيقة أسباب مأساتنا...
يا سادتي الكرام....
لم يشهد العالم قضية أهملت بهذا الشكل المريع مثلما أهملت قضية الطائرة...أيام وتحلّ الذكرى السنوية لنكبتنا, ولم نسمع عنها إلا أخبار الاهمال المتعمد وتمرير الصفقات المشبوهة على ضحايا دفن الجزء ألأصغر من أشلائهم فيما يقع الجزء الأكبر في المستشفيات أو تزدان به شواطئ لبنان احتفالاً بالأعياد المجيدة , وانتم , انتم هجرتكم الرحمة والشفقة واعتصمتم بالنسيان علّنا ننسى أيضاً ما يستحيل نسيانه...
أذكركم يا سادتي أن لكم أبناء ولكم آباء وأمهات وأرحام فلا تستهينوا بمثل ما لغيركم..
هي ظلامة ما بعدها ظلامة...هي حرقة لا تنطفئ ولن تنطفئ طالما بقي فينا شريان ينبض, وعين تدمع فوق قبور أحبائي كل صباح وكل مساء...أخبرهم أسمعهم صوتي..وماذا لو يسألونني عن حقيقة ما حصل لهم , وأعدهم بالجواب على وعدٍ قطعتموهلنا ولم توفوا به حتّى الآن...
يا ألله ما أقسى قلوبكم ... زما أفظع تجبّركم...
بين الظلم والرحمة خيط إيمان رفيع محبوك بخطوة مسؤولة وجريئة أسألكم أن تقدموا عليها وترحموا من في الأرض ليرحمكم من في السماء....
الحاجة منى الحركة
إم حسن
عدل سابقا من قبل saed-moussa في الجمعة ديسمبر 24, 2010 8:03 am عدل 1 مرات