ِمرحبا أيها الأعزاء،
كم هي جميلة الكلمات التي تكتب هنا وهناك، نقرأها أحيانا، نكتبها أحيانا، ونسمعا من غيرنا أحيانا أخرى. القصيدة التي أحببت أن تشاركوني أحداثها اليوم هي رثاء كاتبها لأمه التي وافتها المنية وهو بعيد عنها في أرض الغربة. حلاوة هذه القصيدة وروعة أبياتها أجبرتني أن أبحث عمن يشاركني قراءتها، فلم أجد أفضل منكم شريكا ومتذوقا. أعذروني فالقصيدة طويلة جدأ، فعدد أبياتها 105 أبيات، ولكن صدقوني عندما تبدأون قراءتها فلن تستطولوها. والأن أترككم لتعيشوا أحداث هذه القصيدة.
للأمانة القصيدة منقولة عن أحد المواقع العربية التي تعنى بالأدب العربي.
أُمَّــــاااْه
شعر الدكتور محمود السيد الدغيم
1 : نَـزَلَ الأَسَـىْ فَـوْقَ الأَسَىْ بِدِيَاْرِيْ وَ امْـتَـدََّ كَـالـطُّوْفَاْنِ ii؛كَـالإعْصَاْرِ
فَـجَـدَاْوِلُُ الـدَّمْـعِ الْـغَزِيْرِ كَـثِيْرَةٌ تَـجْـرِيْ عَـلَى الْـوَجنَاْتِ iiكَـالأَنْهَاْرِ
وَ بِـكُـلِّ عَـيْنٍ عَـيْنُ دَمْـعٍ iiلَـوْنُهَاْ يُـغْـنِيْ عَـنِ الإِعْـلاْنِ ؛ وَ iiالإِسْـرَاْرِ
فَـعِـبَاْرَةُ الـدَّمْـعِ الْـهَـتُوْنِ iiبَـلِيْغَةٌ وَ فَـصِـيْحَةُ الأَخْـبَـاْرِ ؛ وَ الأَشْـعَاْرِ
تَــرْوِيْ تَـفَاْصِيْلَ الْـحِكايةِ iiجَـهْرَةً وَ تُـذِيْـبُ قَـلْـبَ الـصَّاْبِرِ iiالْـجَبَّاْرِ
وَ تُـوحِّـدُ الإِدْرَاْكَ رَغْــمَ iiتَـبَـايُنٍ بِـمَـشَاْعِرِ الأَهْـلِـيْنَ ؛ وَ iiالــزُّوَّاْرِ
فَـتَسُوْدُ حـالاتُ الـذُّهُوْلِ ؛ لِمَاْ iiجَرَىْ أَوْ شَــاْعَ بَـيْنَ الـنَّاْسِ مِـنْ أَخْـبَاْرِ
وَ يَـلُوْذُ بَـعْضُ الـنَّاْسِ بِـالسَّرْدِ iiالَّذِيْ غَـطَّىْ عَـلَىْ مَـاْ جَـاْءَ فِـي iiالأَسْفَاْرِ
فَـيُـصَوِّرُوْنَ نَـوَاْزِلَ الْـمَوْتِ iiالَّـتِيْ تُـنْبِيْ عَـنِ الْـمَكْتُوْبِ فِـي iiالأَقْـدَاْرِ
10 : وَ الْـمَوْتُ حَقٌّ ، وَ الْحَيَاْةُ iiقَصِيْرَةٌ مَـهْـمَا اسْـتَـطَاْلَتْ مُـدَّةُ iiالأَعْـمَاْرِ
كَـمْ أَخْـبَرَ الـرُّكْبَاْنُ عَـنْهُ ؛ وَ حَدَّثُواْ عَـنْ مُـقْلَةٍ عَـبْرَىْ ؛ وَ دَمْـعٍ iiجَـاْرِ
مَـاْ بَـيْنَ صَـرْخَةِِ مَـوْلِدٍ فِـيْ فَـرْحَةٍ وَ عَــوِيْـلِ نَـاْدِبَـةٍ ، وَ شَــقِّ إِزَاْرِ
مَـاْ بَـيْنَ بَـاْكِيَةٍ ؛ وَ بَـاْكٍ بَـعْدَ iiمَـاْ نَـفِـذَ الْـقَضَاْءُ ؛ بِـغَيْرِ مَـاْ iiإِشْـعَاْرِ
نَـفِذَ الْـقَضَاْءُ ، فَـلَمْ تُـكَفْكَفْ iiدَمْعَةٌ فَـيَّـاْضَةٌ مِــنْ أَدْمُــعِ iiالأَبْــرَاْرِ
دَمْـعُ الْـعُيُوْنِ عَـلَى الْـخُدُوْدِ iiقَصَاْئِدٌ تُـتْـلَىْ عَـلَى الْـجَدَّاْتِ ؛ وَ iiالأَبْـكَاْرِ
وَ الـنَّـاْسُ تَـلْهُوْ ، أَوْ تُـفَكِّرُ ؛ iiإِنَّـمَاْ حُـكْـمُ الْـقَـضَاْءِ يُـطِيْحُ iiبِـالأَفْكَاْرِ
وَ يُـحَـوِّلُ الْـفَـرَحَ الْـمُغَرِّدَ iiمَـأْتَماً يَـرْمِيْ قُـلُوْبَ الـنَّاْسِ فِـي iiالأَعْـشَاْرِ
يَـرْمِـي الْـقُـلُوْبَ بِـغُـصَّةٍ فَـتَّاْكَةٍ مَـكْـشُوْفَةٍ عُـظْـمَىْ بِـغَـيْرِ iiسِـتَاْرِ
فَــإِذَاْ بِـأَلْـحَاْنِ الْـقُـلُوْبِ iiحَـزِيْنَةٌ وَ الْـحُـزْنُ يُـشْجِيْ نَـغْمَةَ iiالأَوْتَـاْرِ
20 : وَ يُـبَدِّلُ الَّـلحْنَ الطَّرُوْبَ iiمَنَاْحَةً و يُـنَـغِّـصُ الأَفْــرَاْحَ iiبِـالأَكْـدَاْرِ
وَ يُـشَتِّتُ الـشَّمْلَ الْمُجَمَّعَ – فَجْأَةً ii- بِـجُـمُوْعِهِ ، وَ بِـجَـيْشِهِ iiالْـجَـرَّاْرِ
و يُـحَـيِّرُ الْـعَـلَمَ الْـحَلِيْمَ iiبِـحِلْمِهْ فَـيَـجُوْلُ كَـالذَّرَاْتِ فِـي iiالإِعْـصَاْرِ
وَ يُـكَـاْبِدُ الآلاْمَ - فــيْ أَحْـزَاْنِهِ ii- مُـتَـضَاْرِبَ الأَفْـكَـاْرِ فِـي iiالـدَّوَاْرِ
وَ يَـقُوْلُ أَقْـوَاْلاً - لِيَشْرَحَ مَاْ جَرَىْ ii- بِـالـسِّرِّ ؛ وَ الإِعْــلاْنِ ؛ iiبِـالتَّكْرَاْرِ
وَ يُـجَسِدُ الْـحَدَثَ الأَلِـيْمَ بِـقَوْلِهِ ii: - لِـجَـمَاْعَةِ الْـغُيَّاْبِ و الْـحُضَّاْرِ –
صَـمْتاً ؛ سَأَشْرَحُ مَاْ لَقِيْتُ ؛ وَ مَاْ iiجَرَىْ فِــيْ عَـاْلَـمِ الْـعُقَلاْءِ ؛ وَ iiالأَغْـمَاْرِ
قَـبَّـلْتُ أُمِّـيْ – حِـيْنَمَاْ وَدَّعْـتُهَاْ ii– وَ رَحَـلْتُ ؛ وَ الْـعَيْشُ الْكَرِيْمُ iiشِعَاْرِيْ
أَبْـحَرْتُ فِـيْ بَـحْرِ الْهُمُوْمِ ، وَ لَمْ iiأَزَلْ - يَـاْ نَـاْسُ - مَـجْبُوْراً عَـلَى الإِبْحَاْرِ
وَ الـذِّكْرَيَاْتُ تَـطُوْفُ حَـوْلِي بَـعْدَ iiمَاْ فَـاْرَقْـتُ أَغْـلَىْ الـدُّوْرِ ؛ وَ iiالـدَّيَّاْرِ
30 : وَ سَمِعْتُ – مِنْ أُمِّيْ - كَلاْماً iiطَيِّباً كَـالشَّهْدِ يَـجْرِيْ مِـنْ عُـيُوْنِ iiجِـرَاْرِ
لَـمَّاْ وَقَـفْنَاْ لِـلْوَدَاْعِ ؛ وَ لَـمْ iiنَـكُنْ نَـبْكِيْ كَـمَنْ يَـبْكِيْ عَـلَى iiالـدِّيْنَاْرِ
لَـكِّـنَّـنَاْ كُـنَّـاْ نَــرَىْ iiأَوْطَـاْنَـنَاْ تُـكْـوَىْ بِـنَـاْرِ الْـخّـاْئِنِ الْـغَدَّاْرِ
تُـشْوَىْ ؛ وَ مَـاْ مِـنْ فُـرْصَةٍ iiلِمُخَلِّصٍ أَوْ ثَـاْئِـرٍ شَـهْـمٍ مِــنَ iiالـثُّـوَّاْرِ
وَ تَـوَاْلَتِ الأَعْـوَاْمُ - بَـعْدَ فِـرَاْقِنَاْ - و غَـرِقْتُ فِـيْ بَـحْرٍ مِـنَ iiالأَخْـطَاْرِ
وَ مَـضَتْ ثَـلاثٌ ، ثُـمَّ سَـبْعٌ ، iiبَعْدَهَاْ عَـشْـرٌ ، وَ قَـلْبِيْ فِـيْ دِيَـاْرِ iiبَـوَاْرِ
عُـشْرُوْنَ عَـاْماً ، وَ الأُمُـوْمَةُ تَـشْتَكِيْ مِــنْ شِــدَّةِ الإِرْهَــاْبِ iiلِـلأَحْرَاْرِ
عُـشْرُوْنَ عَـاْماً !! كَـالطَّرِيْدِ iiمُـهَجَّراً فِــيْ عَـاْلَـمِ الْـحَـدَّاْدِ وَ الْـبِيْطَاْرِ
لاْ أَسْـتَـطِيْعُ زِيَــاْرَةَ الْـوَطَنِ iiالَّـذِيْ أَضْـحَـىْ ضَـحِـيَّةَ عُـصْبَةِ iiالْـجَزَّاْرِ
بَـطَـشَتْ بِـشَـعْبِهِ طُـغْمَةٌ iiهَـمَجِيَّةٌ وَ تَـبَـجَّـحَـتْ بِـفَـظَـاْعَةِ iiالأَوْزَاْرِ
40 : سَـجَنَتْ سُـرَاْةَ شُعُوْبِنَاْ iiبِشُيُوْخِهِمِ وَ شَـبَـاْبِهِمْ فِــيْ أَسْـوَإِ iiالأَوْكَـاْرِ
وَ تَـفَرَّقَ الـشَّمْلُ الْحَبِيْبُ ، وَ iiهَاْجَرَتْ – مِـنَّا - الأُلُـوْفُ كَـهِجْرَةِ الأَطْـيَاْرِ
لَـكِـنَّ بَـعْضَ الـطَّيْرِ يَـرْجِعُ iiحِـيْنَمَاْ يَـأْتِـي الـرَّبِـيْعُ بِـحُـلَّةِ iiالأَشْـجَاْرِ
وَ تَـمُوْتُ آلاْفُ الـطُّيُوْرِ – غَـرِيْبَةً ii!! مَـنْـسِـيَّةً - بِـحَـدَاْئِقِ iiالأَزْهَــاْرِ
أَمَّـاْ أَنَـاْ ؛ فَـقَدِ ابْـتَعَدْتُ ، وَ لَمْ iiأَمُتْ لَـكِـنَّنِيْ كَـالْـغُصْنِ دُوْنَ ثِـمَـاْرِ ii!!
كَـالْغُصْنِ ؛ وَ الأَعْـوَاْمُ تَـنْشُرُ أَضْلُعِيْ وَ الْـغُصْنُ لاْ يَـقْوَىْ عَـلَى iiالْـمِنْشَاْرِ
فَـرْداً حَـزِنْتُ ، وَ مَاْ فَرِحْتُ ، وَ لاْ أَتَىْ خَـبَـرٌ يُـفَـرِّجُ كُـرْبَـةَ الْـمُـحْتَاْرِ
وَ غَـرِقْتُ فِي الأَحْزَاْنِ - بَعْدَ تَفَاْؤُلِيْ ii- فَـهَـتَفْتُ بِـالـطَّبَّاْلِ ؛ وَ الـزَّمَّـاْرِ ii:
كُـفَّـاْ ؛ فَـمَاْ قَـرْعُ الـطُّبُوْلِ iiبِـنَاْفِعٍ – أَبَــداً – وَ لاْ الـتَّـزْمِيْرُ iiبِـالْمِزْمَاْرِ
إِنِّـيْ سَـئِمْتُ مِـنَ الْـحَيَاْةِ ، وَ مَاْ iiبِهَاْ مِــنْ كَـثْـرَةِ الأَخْـطَاْرِ وَ iiالإِخْـطَاْرِ
50 : وَ فَـقَدْتُ أُمِـيْ نَاْئِياً ، وَ iiمُهَجَّراً فِــيْ لُـجَّةِ الإِحْـبَاْطِ ؛ وَ iiالإِصْـرَاْرِ
فَـأَضَعْتُ بُـوْصِلَةَ الـنَّجَاْةِ ؛ بِـفَقْدِهَا وَ فَـقَـدْتُ يَـنْـبُوْعاً مِــنَ iiالإِيْـثَاْرِ
وَ رَجَـعْتُ كَالطِّفْلِ الصَّغِيْرِ – مُوَلْوِلاً ii- أَتَـجَـنَّـبُ الأَمْــوَاْجَ iiكَـالْـبَحَّاْرِ
لَـكِنَّ مَـوْجَ الْـحُزْنِ أَغْـرَقَ iiمَـرْكَبِيْ وَ تَـحَطَّمَ الْـمِجْدَاْفُ ؛ بَـعْدَ iiالصَّاْرِيْ
وَ فَـقَدْتُ مَـنْ فَـجَعَ الأَحِـبَّةَ iiمَـوْتُهَاْ وَ الْـمَوْتُ حَـقٌّ ؛ مَـاْ بِـهِ مِـنْ iiعَاْرِ
لَـكِـنَّهُ مُــرٌّ ؛ يُـفَـرِّقُ شَـمْـلَنَاْ بِـصَـرَاْمَـةٍ ؛ كَـالـصَّاْرِمِ iiالْـبَـتَّاْرِ
فَـصَرَخْتُ : وَاْ أُمَّـاْهُ !! وَ ارْتَدَّ iiالصَّدَىْ مُـتُـفَاْوِتَ الإِخْـفَـاْءِ ؛ وَ iiالإِظْـهَـاْرِ
و بَـكَيْتُ مَـجْرُوْحَ الْـفُؤَآدِ ؛ iiمُنَاْجِياً: أُمِّــيْ ، بِـدَمْـعٍ نَــاْزِفٍ iiمِـدْرَاْرِ
لاَ أَرْتَـجِيْ أُمـاًّ سِـواكِ ؛ وَ لَـيْسَ iiلِيْ إِلآكِ مِــنْ عَــوْنٍ ؛ وَ مِـنْ iiأَنْـصَاْرِ
و أَعَــدْتُ : وا أُمَّـاْهُ !! دُوْنَ iiإِجَـاْبَةٍ تُـغْـنِيْ عَــنِ الأَبْـرَاْرِ ، وَ iiالأَشْـرَاْرِ
60 : وَ غَرِقْتُ فِي الْحَسَرَاْتِ ؛ بَعْدَ فِرَاْقِهَاْ - فَـرْداً - وَ لَـمْ أَسْـمَرْ مَـعَ iiالسُّمَّاْرِ
فَـرْداً ؛ غَـرِيْبَاً ؛ نَـاْئِياً ؛ وَ مُـهَجَّراً ii؛ وَ مُـطَـوَّقـاً بِـوَسَـاْئِـلِ iiالإِنْــذَاْرِ
لَـكِّـنَّـنِيْ مِـــنْ أُمَّــةٍ iiأُمِّـيَّـةٍ مَـحْـمُوْدَةِ الإِيْــرَاْدِ ؛ وَ iiالإِصْـدَاْرِ
غَـدَرَ الـزَّمَاْنُ بِـهَاْ ، وَ فَـرَّقَ iiشَمْلَهَاْ فِـي الْـكَوْنِ بَـيْنَ حَـوَاْضِرٍ ؛ وَ iiقِفَاْرِ
وَ طَـغَتْ عَـلَيْهَاْ الْـحَاْدِثَاْتُ ؛ iiفَكَسَّرَتْ مِــنْ شَـعْـبِهَا؛ الْـفَـخَاْرَ iiبَـالْفَخَّاْرِ
هِــيَ أُمَّــةٌ !! شَـاْهَـدْتُهَاْ مَـقْتُوْلَةً مَـاْ بَـيْنَ رِعْـدِيْدٍ ؛ وَ وَحْـشٍ iiضَـاْرِ
هِــيَ أُمَّــةٌ عَـرَبِيَّةٌ ؛ قَـدْ iiسَـلَّمَتْ مَـحْصُوْلَ مَـاْ زَرَعَـتْ إِلَـى iiالـنُّظَّاْرِ
فَـتَـقَاْسَمَ الـنُّـظَّاْرُ زَهْــرَ iiتُـرَاْثِهَاْ بِـمَـشَاْرِطِ الأَنْـيَـاْبِ ؛ وَ iiالأَظْـفَاْرِ
حَـتَّىْ إِذَاْ وَقَـعَ الْـبَلاْءُ ؛ وَ iiخُـدِّرَتْ بِـالسِّحْرِ ، وَ انْـقَاْدَتْ إِلَـى iiالـسَّحَّاْرِ
قَـاْمَتْ جُـمُوْعُ الأُمَّـهَاْتِ إِلَـى iiالْوَغَىْ ثَـكْـلَى الْـقُلُوْبِ ، قَـوِيَّةَ الإِصْـرَاْرِ
70 : فَـدُمُـوْعُهَنْ : جَـدَاْوِلٌ iiرَقْـرَاْقَةٌ وَ جُـيُـوْبُـهُـنَّ : مَـنِـيْـعَةُ iiالأَزْرَاْرِ
وَ قُـلُـوْبُهُنَّ : مَـشَـاْعِلٌ iiوَضَّــاْءةٌ وَ وُجُـوْهُـهُنَّ : جَـلِـيْلَةُ iiالإِسْـفَـاْرِ
يَـصْنَعْنَ - مِـنْ جُبْنِ الرِّجَاْلِ - شَجَاْعَةً مَـمْـزُوْجَـةً بِـجَـسَاْرَةِ iiالْـمِـغْوَاْرِ
مِـنْـهُنَّ أُمِّــيْ ، وَ الأُمُـوْمَةُ iiنِـعْمَةٌ عُـلْـوِيَّةٌ تَـعْـلُوْ عَـلَـى iiالأَطْــوَاْرِ
لَـمْ أَدْرِ ؛ كَـيْفَ فَـقَدْتُهَاْ ؟ فِـيْ iiغُرْبَةٍ مَـرْفُـوْضَةٍ ؛ طَـاْلَـتْ وَرَاْءَ بِـحَـاْرِ
لَـكِـنَّـنِيْ أَحْـسَـسْتُ أَنَّ iiخَـيَـاْلَهَاْ كَـالنُّوْرِ - يُـوْمِضُ دَاْئِـماً - iiبِجِوَاْرِيْ
و يُـنِيْرُ لِـيْ دَرْبَ الْـهِدَاْيَةِ ؛ وَ iiالـتُّقَىْ وَ مَـنَـاْقِبَ الْـعُـبْدَاْنِ ؛ وَ الأحْـرَاْرِ
وَ يَـقُوْلُ لِـيْ : مَـاْزِلْتُ أَحْـيَاْ iiبَيْنَكُمْ – سِـراًّ - وَ أَسْـتَعْصِيْ عَـلَى iiالأَبْصَاْرِ
لَـكِـنَّ أَصْـحَاْبَ الْـبَصَاْئِرِ قَـدْ iiرَأَوْا – بـالسِّرِّ - مَـا اسْـتَخْفَىْ مِنَ iiالأَسْرَاْرِ
فَـأَجَبْتُ : فِـعْلاً ؛ قَـدْ شَعَرْتُ iiبِطَيْفِهَاْ كَـنَـسَاْئِمِ الْـفِرْدَوْسِ فِـي iiالأَسْـحَاْرِ
80 : وَ أَنَاْرَ لِيْ كُلَّ الدُّرُوْبِ ؛ وَ أَسْفَرَتْ شَـمْـسٌ تُـشِعُّ الـنُّوْرَ فِـي iiالأقْـمَاْرِ
أَنْــوَاْرُ أُمِّــيْ لاْ تُـحَدُّ - iiكَـحُبِّهَاْ وَ حَـنَـاْنِهَاْ - بِـمَـنَاْعَةِ iiالأَسْــوَاْرِ
أُمِّـي تَـسِيْرُ بِـجَاْنِبِيْ - فـي غُربتي ii- و تُـنِـيْرُ لِــيْ طُـرُقاً بِـكُلِّ iiمَـسَاْرِ
تَـجْـتَاْزُ حُـرَّاْسَ الْـحُدُوْدِ ؛ iiحَـنُوْنَةً و تُــبَـدِّدُ الأَوْهَـــاْمَ iiبِـالأَنْـوَاْرِ
وَ تَـبُثُّ - فِـيْ رَوْعِـيْ - ثَبَاْتاً iiمُطْلَقاً بِـعَـدَاْلَةِ اللهِ ؛ الـرَّحِـيْمِ ؛ iiالْـبَـاْرِيْ
وَ تُـلَطِّفُ الْـحُزنَ الْـمُخَيِّمَ بَـعْدَ iiمَـاْ سَـاْلَـتْ دُمُــوْعُ الْـقَـوْمِ iiكَـالتَّيَّاْرِ
وَ تُـنِيْرُ لِـيْ دَرْبـاً ؛ وَ لَـيْلاً iiمُـظْلِماً عِـنْدَ اضْـطِرَاْبِيْ ، وَ اضْـطِرَاْبِ iiقَرَاْرِيْ
ضَـاْءتْ - بِـنُوْرِ اللهِ جَـلَّ جَـلاْلُهُ ii- كَـالْفَجْرِ ؛ وَ انْـطَلَقَتْْ مَـعَ iiالأَطْـيَاْرِ
لِـتَصُوْغَ مَـلْحَمَةَ الْوَفَاْءِ – مِنَ الْهُدَىْ ii- حَـتَّـىْ يَـصِـيْرَ الـلَّيْلُ مِـثْلَ نَـهَاْرِ
فَـأَرَىْ دُرُوْبَ الْـحَقِّ - بَـعْدَ ضَلاْلَةٍ ii- مَـكْـشُوْفَةً ؛ تَـبْـدُوْ بِــلاْ أَسْـتَاْرِ
90 : لأَسِـيْرَ فِيْ دَرْبِ الْهِدَاْيَةِ – iiحَسْبَمَاْ رَسَـمَـتْهُ أُمِّـيْ - رغْـمَ كُـلِّ iiغُـبَاْرِ
فَـالأُمُّ - فِـيْ لَـيْلِ الْـمَكَاْرِهِ - شُعْلَةٌ وَ الأُمُّ يَـنْـبُـوْعٌ لِــكُـلِّ iiفَـخَـاْرِ
وَ الأُمُّ - فِـي الْـلَيْلِ الْـبَهِيْمِ - مَـنَاْرَةٌ تَـحْنُوْ عَـلَى الْـوَلَدِ الْـغَرِيْبِ iiالسَّاْرِيْ
وَ الأُمُّ - إِنْ بَـخِلَ الْـجَمِيْعُ ii-كَـرِيْمَةٌ وَ عَـطَـاْؤُهَاْ مُـتَـوَاْصِلُ iiالأَطْــوَاْرِ
لَـكِنَّ مَـوْتَ الأُمِّ ؛ يُعْقِبُ - فِي iiالْحَشَاْ والْـقَلْبِ - شُـعْلَةَ مَـاْرِجٍ مِـنْ iiنَـاْرِ
كَـمْ كُـنْتُ أَرْجُـوْ أَنْ أُقَـبِّلَ iiقَـبْرَهَاْ وَ أَخِــرَّ مَـغْـشِيًّا عَـلَى iiالأَحْـجَاْرِ
لأُخَــبِّـرَ الأُمَّ الْـحَـنُـوْنَ iiبِـأَنَّـنِيْ - مِـنْ بَـعْدِهَاْ - الْـمَفْؤُوْدُ دُوْنَ iiعَقَاْرِ
صَـاْرَتْ حَـيَاْتِيْ - بَعْدَ أُمِّيْ - iiمَسْرَحاً لِـلـدَّمْعِ ؛ وَ الآهَــاْتِ ؛ وَ iiالـتَّذْكَاْرِ
أُمَّـاْهُ !! طَـيْفُكِ - دَاْئِـماً - يَحْيَاْ iiمَعِيْ وَ يَـقُوْلُ لِـيْ : جَـاْهِدْ مَـعَ iiالأَطْـهَاْرِ
فَـلِذَاْ سَـأَبْقَىْ مَـاْ حَـيِيْتُ iiمُـجَاْهِداً عَـسْـفَ الـطُّغَاْةِ ، وَ بَـاْطِلَ iiالْـفُجَّاْرِ
100 : أَنَـا لَنْ أُسَاْوِمَ ؛ إِنْ تَفَاْوَضَ iiبَاْئِعٌ مَـهْـمَا تَـنَـاْزَلَ سَــاْدَةُ الـسِّمْسَاْرِ
إِنَّ الْـوَفَاْءَ - لِـرُوْحِ أُمِّـيْ - iiيَـقْتَضِيْ حِـفْـظَ الْـحُقُوْقِ بِـهِمَّةٍ ؛ وَ iiوَقَـاْرِ
وَ لِـرُوْحِـهَاْ مِـنِّـي الـتَّحِيَّةُ iiكُـلَّمَاْ لَـمَـعَتْ سُـيَوْفُ الْـحَقِّ iiبِـالْمِضْمَاْرِ
وَ لِـرُوْحِـهَاْ مِـنِّـي الـتَّحِيَّةُ iiكُـلَّمَاْ جَــاْدَتْ غُـيُـوْمُ الْـحُبِّ iiبِـالأَمْطَاْرِ
وَ لِـرُوْحِهَاْ ؛ رُوْحِـيْ الْـفِدَاْءُ ؛ iiلِتُفْتَدَىْ مَـرْفُـوْعَةَ الأَعْــلاْمِ ؛ وَ iiالأَكْــوَاْرِ
105 : أُمِّي الْقَرِيْبَةُ – مِنْ فُؤَآدِيَ - iiدَاْئِماً لَــمْ يَـنْـفِهَاْ نَـفْيٌ ، وَ بُـعْدُ iiمَـزَاْرِ
كم هي جميلة الكلمات التي تكتب هنا وهناك، نقرأها أحيانا، نكتبها أحيانا، ونسمعا من غيرنا أحيانا أخرى. القصيدة التي أحببت أن تشاركوني أحداثها اليوم هي رثاء كاتبها لأمه التي وافتها المنية وهو بعيد عنها في أرض الغربة. حلاوة هذه القصيدة وروعة أبياتها أجبرتني أن أبحث عمن يشاركني قراءتها، فلم أجد أفضل منكم شريكا ومتذوقا. أعذروني فالقصيدة طويلة جدأ، فعدد أبياتها 105 أبيات، ولكن صدقوني عندما تبدأون قراءتها فلن تستطولوها. والأن أترككم لتعيشوا أحداث هذه القصيدة.
للأمانة القصيدة منقولة عن أحد المواقع العربية التي تعنى بالأدب العربي.
أُمَّــــاااْه
شعر الدكتور محمود السيد الدغيم
1 : نَـزَلَ الأَسَـىْ فَـوْقَ الأَسَىْ بِدِيَاْرِيْ وَ امْـتَـدََّ كَـالـطُّوْفَاْنِ ii؛كَـالإعْصَاْرِ
فَـجَـدَاْوِلُُ الـدَّمْـعِ الْـغَزِيْرِ كَـثِيْرَةٌ تَـجْـرِيْ عَـلَى الْـوَجنَاْتِ iiكَـالأَنْهَاْرِ
وَ بِـكُـلِّ عَـيْنٍ عَـيْنُ دَمْـعٍ iiلَـوْنُهَاْ يُـغْـنِيْ عَـنِ الإِعْـلاْنِ ؛ وَ iiالإِسْـرَاْرِ
فَـعِـبَاْرَةُ الـدَّمْـعِ الْـهَـتُوْنِ iiبَـلِيْغَةٌ وَ فَـصِـيْحَةُ الأَخْـبَـاْرِ ؛ وَ الأَشْـعَاْرِ
تَــرْوِيْ تَـفَاْصِيْلَ الْـحِكايةِ iiجَـهْرَةً وَ تُـذِيْـبُ قَـلْـبَ الـصَّاْبِرِ iiالْـجَبَّاْرِ
وَ تُـوحِّـدُ الإِدْرَاْكَ رَغْــمَ iiتَـبَـايُنٍ بِـمَـشَاْعِرِ الأَهْـلِـيْنَ ؛ وَ iiالــزُّوَّاْرِ
فَـتَسُوْدُ حـالاتُ الـذُّهُوْلِ ؛ لِمَاْ iiجَرَىْ أَوْ شَــاْعَ بَـيْنَ الـنَّاْسِ مِـنْ أَخْـبَاْرِ
وَ يَـلُوْذُ بَـعْضُ الـنَّاْسِ بِـالسَّرْدِ iiالَّذِيْ غَـطَّىْ عَـلَىْ مَـاْ جَـاْءَ فِـي iiالأَسْفَاْرِ
فَـيُـصَوِّرُوْنَ نَـوَاْزِلَ الْـمَوْتِ iiالَّـتِيْ تُـنْبِيْ عَـنِ الْـمَكْتُوْبِ فِـي iiالأَقْـدَاْرِ
10 : وَ الْـمَوْتُ حَقٌّ ، وَ الْحَيَاْةُ iiقَصِيْرَةٌ مَـهْـمَا اسْـتَـطَاْلَتْ مُـدَّةُ iiالأَعْـمَاْرِ
كَـمْ أَخْـبَرَ الـرُّكْبَاْنُ عَـنْهُ ؛ وَ حَدَّثُواْ عَـنْ مُـقْلَةٍ عَـبْرَىْ ؛ وَ دَمْـعٍ iiجَـاْرِ
مَـاْ بَـيْنَ صَـرْخَةِِ مَـوْلِدٍ فِـيْ فَـرْحَةٍ وَ عَــوِيْـلِ نَـاْدِبَـةٍ ، وَ شَــقِّ إِزَاْرِ
مَـاْ بَـيْنَ بَـاْكِيَةٍ ؛ وَ بَـاْكٍ بَـعْدَ iiمَـاْ نَـفِـذَ الْـقَضَاْءُ ؛ بِـغَيْرِ مَـاْ iiإِشْـعَاْرِ
نَـفِذَ الْـقَضَاْءُ ، فَـلَمْ تُـكَفْكَفْ iiدَمْعَةٌ فَـيَّـاْضَةٌ مِــنْ أَدْمُــعِ iiالأَبْــرَاْرِ
دَمْـعُ الْـعُيُوْنِ عَـلَى الْـخُدُوْدِ iiقَصَاْئِدٌ تُـتْـلَىْ عَـلَى الْـجَدَّاْتِ ؛ وَ iiالأَبْـكَاْرِ
وَ الـنَّـاْسُ تَـلْهُوْ ، أَوْ تُـفَكِّرُ ؛ iiإِنَّـمَاْ حُـكْـمُ الْـقَـضَاْءِ يُـطِيْحُ iiبِـالأَفْكَاْرِ
وَ يُـحَـوِّلُ الْـفَـرَحَ الْـمُغَرِّدَ iiمَـأْتَماً يَـرْمِيْ قُـلُوْبَ الـنَّاْسِ فِـي iiالأَعْـشَاْرِ
يَـرْمِـي الْـقُـلُوْبَ بِـغُـصَّةٍ فَـتَّاْكَةٍ مَـكْـشُوْفَةٍ عُـظْـمَىْ بِـغَـيْرِ iiسِـتَاْرِ
فَــإِذَاْ بِـأَلْـحَاْنِ الْـقُـلُوْبِ iiحَـزِيْنَةٌ وَ الْـحُـزْنُ يُـشْجِيْ نَـغْمَةَ iiالأَوْتَـاْرِ
20 : وَ يُـبَدِّلُ الَّـلحْنَ الطَّرُوْبَ iiمَنَاْحَةً و يُـنَـغِّـصُ الأَفْــرَاْحَ iiبِـالأَكْـدَاْرِ
وَ يُـشَتِّتُ الـشَّمْلَ الْمُجَمَّعَ – فَجْأَةً ii- بِـجُـمُوْعِهِ ، وَ بِـجَـيْشِهِ iiالْـجَـرَّاْرِ
و يُـحَـيِّرُ الْـعَـلَمَ الْـحَلِيْمَ iiبِـحِلْمِهْ فَـيَـجُوْلُ كَـالذَّرَاْتِ فِـي iiالإِعْـصَاْرِ
وَ يُـكَـاْبِدُ الآلاْمَ - فــيْ أَحْـزَاْنِهِ ii- مُـتَـضَاْرِبَ الأَفْـكَـاْرِ فِـي iiالـدَّوَاْرِ
وَ يَـقُوْلُ أَقْـوَاْلاً - لِيَشْرَحَ مَاْ جَرَىْ ii- بِـالـسِّرِّ ؛ وَ الإِعْــلاْنِ ؛ iiبِـالتَّكْرَاْرِ
وَ يُـجَسِدُ الْـحَدَثَ الأَلِـيْمَ بِـقَوْلِهِ ii: - لِـجَـمَاْعَةِ الْـغُيَّاْبِ و الْـحُضَّاْرِ –
صَـمْتاً ؛ سَأَشْرَحُ مَاْ لَقِيْتُ ؛ وَ مَاْ iiجَرَىْ فِــيْ عَـاْلَـمِ الْـعُقَلاْءِ ؛ وَ iiالأَغْـمَاْرِ
قَـبَّـلْتُ أُمِّـيْ – حِـيْنَمَاْ وَدَّعْـتُهَاْ ii– وَ رَحَـلْتُ ؛ وَ الْـعَيْشُ الْكَرِيْمُ iiشِعَاْرِيْ
أَبْـحَرْتُ فِـيْ بَـحْرِ الْهُمُوْمِ ، وَ لَمْ iiأَزَلْ - يَـاْ نَـاْسُ - مَـجْبُوْراً عَـلَى الإِبْحَاْرِ
وَ الـذِّكْرَيَاْتُ تَـطُوْفُ حَـوْلِي بَـعْدَ iiمَاْ فَـاْرَقْـتُ أَغْـلَىْ الـدُّوْرِ ؛ وَ iiالـدَّيَّاْرِ
30 : وَ سَمِعْتُ – مِنْ أُمِّيْ - كَلاْماً iiطَيِّباً كَـالشَّهْدِ يَـجْرِيْ مِـنْ عُـيُوْنِ iiجِـرَاْرِ
لَـمَّاْ وَقَـفْنَاْ لِـلْوَدَاْعِ ؛ وَ لَـمْ iiنَـكُنْ نَـبْكِيْ كَـمَنْ يَـبْكِيْ عَـلَى iiالـدِّيْنَاْرِ
لَـكِّـنَّـنَاْ كُـنَّـاْ نَــرَىْ iiأَوْطَـاْنَـنَاْ تُـكْـوَىْ بِـنَـاْرِ الْـخّـاْئِنِ الْـغَدَّاْرِ
تُـشْوَىْ ؛ وَ مَـاْ مِـنْ فُـرْصَةٍ iiلِمُخَلِّصٍ أَوْ ثَـاْئِـرٍ شَـهْـمٍ مِــنَ iiالـثُّـوَّاْرِ
وَ تَـوَاْلَتِ الأَعْـوَاْمُ - بَـعْدَ فِـرَاْقِنَاْ - و غَـرِقْتُ فِـيْ بَـحْرٍ مِـنَ iiالأَخْـطَاْرِ
وَ مَـضَتْ ثَـلاثٌ ، ثُـمَّ سَـبْعٌ ، iiبَعْدَهَاْ عَـشْـرٌ ، وَ قَـلْبِيْ فِـيْ دِيَـاْرِ iiبَـوَاْرِ
عُـشْرُوْنَ عَـاْماً ، وَ الأُمُـوْمَةُ تَـشْتَكِيْ مِــنْ شِــدَّةِ الإِرْهَــاْبِ iiلِـلأَحْرَاْرِ
عُـشْرُوْنَ عَـاْماً !! كَـالطَّرِيْدِ iiمُـهَجَّراً فِــيْ عَـاْلَـمِ الْـحَـدَّاْدِ وَ الْـبِيْطَاْرِ
لاْ أَسْـتَـطِيْعُ زِيَــاْرَةَ الْـوَطَنِ iiالَّـذِيْ أَضْـحَـىْ ضَـحِـيَّةَ عُـصْبَةِ iiالْـجَزَّاْرِ
بَـطَـشَتْ بِـشَـعْبِهِ طُـغْمَةٌ iiهَـمَجِيَّةٌ وَ تَـبَـجَّـحَـتْ بِـفَـظَـاْعَةِ iiالأَوْزَاْرِ
40 : سَـجَنَتْ سُـرَاْةَ شُعُوْبِنَاْ iiبِشُيُوْخِهِمِ وَ شَـبَـاْبِهِمْ فِــيْ أَسْـوَإِ iiالأَوْكَـاْرِ
وَ تَـفَرَّقَ الـشَّمْلُ الْحَبِيْبُ ، وَ iiهَاْجَرَتْ – مِـنَّا - الأُلُـوْفُ كَـهِجْرَةِ الأَطْـيَاْرِ
لَـكِـنَّ بَـعْضَ الـطَّيْرِ يَـرْجِعُ iiحِـيْنَمَاْ يَـأْتِـي الـرَّبِـيْعُ بِـحُـلَّةِ iiالأَشْـجَاْرِ
وَ تَـمُوْتُ آلاْفُ الـطُّيُوْرِ – غَـرِيْبَةً ii!! مَـنْـسِـيَّةً - بِـحَـدَاْئِقِ iiالأَزْهَــاْرِ
أَمَّـاْ أَنَـاْ ؛ فَـقَدِ ابْـتَعَدْتُ ، وَ لَمْ iiأَمُتْ لَـكِـنَّنِيْ كَـالْـغُصْنِ دُوْنَ ثِـمَـاْرِ ii!!
كَـالْغُصْنِ ؛ وَ الأَعْـوَاْمُ تَـنْشُرُ أَضْلُعِيْ وَ الْـغُصْنُ لاْ يَـقْوَىْ عَـلَى iiالْـمِنْشَاْرِ
فَـرْداً حَـزِنْتُ ، وَ مَاْ فَرِحْتُ ، وَ لاْ أَتَىْ خَـبَـرٌ يُـفَـرِّجُ كُـرْبَـةَ الْـمُـحْتَاْرِ
وَ غَـرِقْتُ فِي الأَحْزَاْنِ - بَعْدَ تَفَاْؤُلِيْ ii- فَـهَـتَفْتُ بِـالـطَّبَّاْلِ ؛ وَ الـزَّمَّـاْرِ ii:
كُـفَّـاْ ؛ فَـمَاْ قَـرْعُ الـطُّبُوْلِ iiبِـنَاْفِعٍ – أَبَــداً – وَ لاْ الـتَّـزْمِيْرُ iiبِـالْمِزْمَاْرِ
إِنِّـيْ سَـئِمْتُ مِـنَ الْـحَيَاْةِ ، وَ مَاْ iiبِهَاْ مِــنْ كَـثْـرَةِ الأَخْـطَاْرِ وَ iiالإِخْـطَاْرِ
50 : وَ فَـقَدْتُ أُمِـيْ نَاْئِياً ، وَ iiمُهَجَّراً فِــيْ لُـجَّةِ الإِحْـبَاْطِ ؛ وَ iiالإِصْـرَاْرِ
فَـأَضَعْتُ بُـوْصِلَةَ الـنَّجَاْةِ ؛ بِـفَقْدِهَا وَ فَـقَـدْتُ يَـنْـبُوْعاً مِــنَ iiالإِيْـثَاْرِ
وَ رَجَـعْتُ كَالطِّفْلِ الصَّغِيْرِ – مُوَلْوِلاً ii- أَتَـجَـنَّـبُ الأَمْــوَاْجَ iiكَـالْـبَحَّاْرِ
لَـكِنَّ مَـوْجَ الْـحُزْنِ أَغْـرَقَ iiمَـرْكَبِيْ وَ تَـحَطَّمَ الْـمِجْدَاْفُ ؛ بَـعْدَ iiالصَّاْرِيْ
وَ فَـقَدْتُ مَـنْ فَـجَعَ الأَحِـبَّةَ iiمَـوْتُهَاْ وَ الْـمَوْتُ حَـقٌّ ؛ مَـاْ بِـهِ مِـنْ iiعَاْرِ
لَـكِـنَّهُ مُــرٌّ ؛ يُـفَـرِّقُ شَـمْـلَنَاْ بِـصَـرَاْمَـةٍ ؛ كَـالـصَّاْرِمِ iiالْـبَـتَّاْرِ
فَـصَرَخْتُ : وَاْ أُمَّـاْهُ !! وَ ارْتَدَّ iiالصَّدَىْ مُـتُـفَاْوِتَ الإِخْـفَـاْءِ ؛ وَ iiالإِظْـهَـاْرِ
و بَـكَيْتُ مَـجْرُوْحَ الْـفُؤَآدِ ؛ iiمُنَاْجِياً: أُمِّــيْ ، بِـدَمْـعٍ نَــاْزِفٍ iiمِـدْرَاْرِ
لاَ أَرْتَـجِيْ أُمـاًّ سِـواكِ ؛ وَ لَـيْسَ iiلِيْ إِلآكِ مِــنْ عَــوْنٍ ؛ وَ مِـنْ iiأَنْـصَاْرِ
و أَعَــدْتُ : وا أُمَّـاْهُ !! دُوْنَ iiإِجَـاْبَةٍ تُـغْـنِيْ عَــنِ الأَبْـرَاْرِ ، وَ iiالأَشْـرَاْرِ
60 : وَ غَرِقْتُ فِي الْحَسَرَاْتِ ؛ بَعْدَ فِرَاْقِهَاْ - فَـرْداً - وَ لَـمْ أَسْـمَرْ مَـعَ iiالسُّمَّاْرِ
فَـرْداً ؛ غَـرِيْبَاً ؛ نَـاْئِياً ؛ وَ مُـهَجَّراً ii؛ وَ مُـطَـوَّقـاً بِـوَسَـاْئِـلِ iiالإِنْــذَاْرِ
لَـكِّـنَّـنِيْ مِـــنْ أُمَّــةٍ iiأُمِّـيَّـةٍ مَـحْـمُوْدَةِ الإِيْــرَاْدِ ؛ وَ iiالإِصْـدَاْرِ
غَـدَرَ الـزَّمَاْنُ بِـهَاْ ، وَ فَـرَّقَ iiشَمْلَهَاْ فِـي الْـكَوْنِ بَـيْنَ حَـوَاْضِرٍ ؛ وَ iiقِفَاْرِ
وَ طَـغَتْ عَـلَيْهَاْ الْـحَاْدِثَاْتُ ؛ iiفَكَسَّرَتْ مِــنْ شَـعْـبِهَا؛ الْـفَـخَاْرَ iiبَـالْفَخَّاْرِ
هِــيَ أُمَّــةٌ !! شَـاْهَـدْتُهَاْ مَـقْتُوْلَةً مَـاْ بَـيْنَ رِعْـدِيْدٍ ؛ وَ وَحْـشٍ iiضَـاْرِ
هِــيَ أُمَّــةٌ عَـرَبِيَّةٌ ؛ قَـدْ iiسَـلَّمَتْ مَـحْصُوْلَ مَـاْ زَرَعَـتْ إِلَـى iiالـنُّظَّاْرِ
فَـتَـقَاْسَمَ الـنُّـظَّاْرُ زَهْــرَ iiتُـرَاْثِهَاْ بِـمَـشَاْرِطِ الأَنْـيَـاْبِ ؛ وَ iiالأَظْـفَاْرِ
حَـتَّىْ إِذَاْ وَقَـعَ الْـبَلاْءُ ؛ وَ iiخُـدِّرَتْ بِـالسِّحْرِ ، وَ انْـقَاْدَتْ إِلَـى iiالـسَّحَّاْرِ
قَـاْمَتْ جُـمُوْعُ الأُمَّـهَاْتِ إِلَـى iiالْوَغَىْ ثَـكْـلَى الْـقُلُوْبِ ، قَـوِيَّةَ الإِصْـرَاْرِ
70 : فَـدُمُـوْعُهَنْ : جَـدَاْوِلٌ iiرَقْـرَاْقَةٌ وَ جُـيُـوْبُـهُـنَّ : مَـنِـيْـعَةُ iiالأَزْرَاْرِ
وَ قُـلُـوْبُهُنَّ : مَـشَـاْعِلٌ iiوَضَّــاْءةٌ وَ وُجُـوْهُـهُنَّ : جَـلِـيْلَةُ iiالإِسْـفَـاْرِ
يَـصْنَعْنَ - مِـنْ جُبْنِ الرِّجَاْلِ - شَجَاْعَةً مَـمْـزُوْجَـةً بِـجَـسَاْرَةِ iiالْـمِـغْوَاْرِ
مِـنْـهُنَّ أُمِّــيْ ، وَ الأُمُـوْمَةُ iiنِـعْمَةٌ عُـلْـوِيَّةٌ تَـعْـلُوْ عَـلَـى iiالأَطْــوَاْرِ
لَـمْ أَدْرِ ؛ كَـيْفَ فَـقَدْتُهَاْ ؟ فِـيْ iiغُرْبَةٍ مَـرْفُـوْضَةٍ ؛ طَـاْلَـتْ وَرَاْءَ بِـحَـاْرِ
لَـكِـنَّـنِيْ أَحْـسَـسْتُ أَنَّ iiخَـيَـاْلَهَاْ كَـالنُّوْرِ - يُـوْمِضُ دَاْئِـماً - iiبِجِوَاْرِيْ
و يُـنِيْرُ لِـيْ دَرْبَ الْـهِدَاْيَةِ ؛ وَ iiالـتُّقَىْ وَ مَـنَـاْقِبَ الْـعُـبْدَاْنِ ؛ وَ الأحْـرَاْرِ
وَ يَـقُوْلُ لِـيْ : مَـاْزِلْتُ أَحْـيَاْ iiبَيْنَكُمْ – سِـراًّ - وَ أَسْـتَعْصِيْ عَـلَى iiالأَبْصَاْرِ
لَـكِـنَّ أَصْـحَاْبَ الْـبَصَاْئِرِ قَـدْ iiرَأَوْا – بـالسِّرِّ - مَـا اسْـتَخْفَىْ مِنَ iiالأَسْرَاْرِ
فَـأَجَبْتُ : فِـعْلاً ؛ قَـدْ شَعَرْتُ iiبِطَيْفِهَاْ كَـنَـسَاْئِمِ الْـفِرْدَوْسِ فِـي iiالأَسْـحَاْرِ
80 : وَ أَنَاْرَ لِيْ كُلَّ الدُّرُوْبِ ؛ وَ أَسْفَرَتْ شَـمْـسٌ تُـشِعُّ الـنُّوْرَ فِـي iiالأقْـمَاْرِ
أَنْــوَاْرُ أُمِّــيْ لاْ تُـحَدُّ - iiكَـحُبِّهَاْ وَ حَـنَـاْنِهَاْ - بِـمَـنَاْعَةِ iiالأَسْــوَاْرِ
أُمِّـي تَـسِيْرُ بِـجَاْنِبِيْ - فـي غُربتي ii- و تُـنِـيْرُ لِــيْ طُـرُقاً بِـكُلِّ iiمَـسَاْرِ
تَـجْـتَاْزُ حُـرَّاْسَ الْـحُدُوْدِ ؛ iiحَـنُوْنَةً و تُــبَـدِّدُ الأَوْهَـــاْمَ iiبِـالأَنْـوَاْرِ
وَ تَـبُثُّ - فِـيْ رَوْعِـيْ - ثَبَاْتاً iiمُطْلَقاً بِـعَـدَاْلَةِ اللهِ ؛ الـرَّحِـيْمِ ؛ iiالْـبَـاْرِيْ
وَ تُـلَطِّفُ الْـحُزنَ الْـمُخَيِّمَ بَـعْدَ iiمَـاْ سَـاْلَـتْ دُمُــوْعُ الْـقَـوْمِ iiكَـالتَّيَّاْرِ
وَ تُـنِيْرُ لِـيْ دَرْبـاً ؛ وَ لَـيْلاً iiمُـظْلِماً عِـنْدَ اضْـطِرَاْبِيْ ، وَ اضْـطِرَاْبِ iiقَرَاْرِيْ
ضَـاْءتْ - بِـنُوْرِ اللهِ جَـلَّ جَـلاْلُهُ ii- كَـالْفَجْرِ ؛ وَ انْـطَلَقَتْْ مَـعَ iiالأَطْـيَاْرِ
لِـتَصُوْغَ مَـلْحَمَةَ الْوَفَاْءِ – مِنَ الْهُدَىْ ii- حَـتَّـىْ يَـصِـيْرَ الـلَّيْلُ مِـثْلَ نَـهَاْرِ
فَـأَرَىْ دُرُوْبَ الْـحَقِّ - بَـعْدَ ضَلاْلَةٍ ii- مَـكْـشُوْفَةً ؛ تَـبْـدُوْ بِــلاْ أَسْـتَاْرِ
90 : لأَسِـيْرَ فِيْ دَرْبِ الْهِدَاْيَةِ – iiحَسْبَمَاْ رَسَـمَـتْهُ أُمِّـيْ - رغْـمَ كُـلِّ iiغُـبَاْرِ
فَـالأُمُّ - فِـيْ لَـيْلِ الْـمَكَاْرِهِ - شُعْلَةٌ وَ الأُمُّ يَـنْـبُـوْعٌ لِــكُـلِّ iiفَـخَـاْرِ
وَ الأُمُّ - فِـي الْـلَيْلِ الْـبَهِيْمِ - مَـنَاْرَةٌ تَـحْنُوْ عَـلَى الْـوَلَدِ الْـغَرِيْبِ iiالسَّاْرِيْ
وَ الأُمُّ - إِنْ بَـخِلَ الْـجَمِيْعُ ii-كَـرِيْمَةٌ وَ عَـطَـاْؤُهَاْ مُـتَـوَاْصِلُ iiالأَطْــوَاْرِ
لَـكِنَّ مَـوْتَ الأُمِّ ؛ يُعْقِبُ - فِي iiالْحَشَاْ والْـقَلْبِ - شُـعْلَةَ مَـاْرِجٍ مِـنْ iiنَـاْرِ
كَـمْ كُـنْتُ أَرْجُـوْ أَنْ أُقَـبِّلَ iiقَـبْرَهَاْ وَ أَخِــرَّ مَـغْـشِيًّا عَـلَى iiالأَحْـجَاْرِ
لأُخَــبِّـرَ الأُمَّ الْـحَـنُـوْنَ iiبِـأَنَّـنِيْ - مِـنْ بَـعْدِهَاْ - الْـمَفْؤُوْدُ دُوْنَ iiعَقَاْرِ
صَـاْرَتْ حَـيَاْتِيْ - بَعْدَ أُمِّيْ - iiمَسْرَحاً لِـلـدَّمْعِ ؛ وَ الآهَــاْتِ ؛ وَ iiالـتَّذْكَاْرِ
أُمَّـاْهُ !! طَـيْفُكِ - دَاْئِـماً - يَحْيَاْ iiمَعِيْ وَ يَـقُوْلُ لِـيْ : جَـاْهِدْ مَـعَ iiالأَطْـهَاْرِ
فَـلِذَاْ سَـأَبْقَىْ مَـاْ حَـيِيْتُ iiمُـجَاْهِداً عَـسْـفَ الـطُّغَاْةِ ، وَ بَـاْطِلَ iiالْـفُجَّاْرِ
100 : أَنَـا لَنْ أُسَاْوِمَ ؛ إِنْ تَفَاْوَضَ iiبَاْئِعٌ مَـهْـمَا تَـنَـاْزَلَ سَــاْدَةُ الـسِّمْسَاْرِ
إِنَّ الْـوَفَاْءَ - لِـرُوْحِ أُمِّـيْ - iiيَـقْتَضِيْ حِـفْـظَ الْـحُقُوْقِ بِـهِمَّةٍ ؛ وَ iiوَقَـاْرِ
وَ لِـرُوْحِـهَاْ مِـنِّـي الـتَّحِيَّةُ iiكُـلَّمَاْ لَـمَـعَتْ سُـيَوْفُ الْـحَقِّ iiبِـالْمِضْمَاْرِ
وَ لِـرُوْحِـهَاْ مِـنِّـي الـتَّحِيَّةُ iiكُـلَّمَاْ جَــاْدَتْ غُـيُـوْمُ الْـحُبِّ iiبِـالأَمْطَاْرِ
وَ لِـرُوْحِهَاْ ؛ رُوْحِـيْ الْـفِدَاْءُ ؛ iiلِتُفْتَدَىْ مَـرْفُـوْعَةَ الأَعْــلاْمِ ؛ وَ iiالأَكْــوَاْرِ
105 : أُمِّي الْقَرِيْبَةُ – مِنْ فُؤَآدِيَ - iiدَاْئِماً لَــمْ يَـنْـفِهَاْ نَـفْيٌ ، وَ بُـعْدُ iiمَـزَاْرِ