هل ترانا في عرس يغيب عنه العريس؟ أم ترانا في عيد الحزن الأبيض؟ وأية تنويعات مرة تلك التي تندلع على وتر جرحنا؟ العريس الذي ذهب يدق على أبواب الرمل, ليطلق صرخته في ضمير النخل, ويعود الى عروسه الجنوب, لكنه لم يعد. ولأننا منذ ان غادرنا, ونحن نفتح في ضميراللغة ركنا" ل(العائد), ونفتح باب الدار لعله يأتي مبكرا" ذات فجر, ونحن نكسر كبوتنا فيدخل على رؤوس أصابعه ويصلي صلاة الفجر ويزيح عن أعيننا الدجى. ولأننا كذلك منذ أن غادرنا وقعنا في الحزن الأبيض, فرحنا لا يكتمل وقمرنا لا يكتمل ولغتنا لا تكتمل وألواننا لا تكتمل, وورودنا تتلبس الشبهات, وضلالنا تنكسر فوقنا, والحمائم لاتهدل في أعراسنا, أعمارناتنهدم فينا ثم لا يأتي. وأنت منذ غادرتنا كاد ابر يزفرنا وكاد البحر يشهقنا, ولكننا انتبهنا الى وصاياك, وصرنا نجمع حناننا وتحناننا وأشواقنا وشهادتنا وانتضارنا وانتصارنا اليك. ولكنك يا سيدي الأمام الصدر كنت قد غرست في أرضك الطيبة بذرة الأمل الطيبة فأينعت, وانتظم المخلصون خلف اسمك وطهروا الجنوب من كل دنس, وطردوا التجار من هيكل الكلمة التي كانت في الندء هي: الله.
بقلم:الرئيس نبيه بري.
لم ولن تُنسَ يا امامي يا موسى.
لولا موسى الصدر ما قامت عمامة وما بني مسجد في لبنان.