"مقابلة مع شيخ المجاهدين المصريين حافظ سلامة اجراها معه موقع الجزيرة توك العام الماضي ارتأيت نقلها لأهميتها"
اعتبر شيخ المجاهدين المصريين حافظ سلامة ان اختطاف الامام موسي الصدر و تغييبه عندما كان في زيارة الي ليبيا بدعوة رسمية ، يلخّص الواقع العربي في التآمر و الصمت و الخزي .
و أفادت بأن الشيخ حافظ سلامة الذي يحارب الصهاينة منذ عام 1944 وعاصر ستة حكام في مصر منذ عام 1920 وحتي الآن وسجن في عهد الملك فاروق وجمال عبد الناصر وأنور السادات ومرتين في عهد مبارك ، اعلن ذلك في حوار خاص بشأن الامام موسي الصدر .
و كان هذا المجاهد الذي يقترب عمره من التسعين أول مواطن عربي يسجن بتهمه تسليح المقاومة الفلسطينية عام 1943 .
و تبدأ قصة شيخ المجاهدين المصريين مع الامام موسي الصدر عام 1969 حيث يقول " ان الامام الصدر زار السويس اكثر من مرة خصوصا أثناء حرب الاستنزاف في ذلك العام مع قادة مجمع البحوث الاسلامية".
و يصف الشيخ سلامة الامام الصدر بالأخ و الصديق قائلا " لقد دعوته للخطبة في مسجد الشهداء وتحدث في محاضرات عامة للمقاومة والعسكريين" .
و يتابع سلامة قائلا " لقد جاء الامام الصدر لمصر و كنا سعداء به و الكارثة أنه ذهب الي دولة و لم يذهب للصحراء و اختفي في تلك الدولة / ليبيا / واذا كان هناك من سؤال للقذافي فهو : أين ذهب الامام الصدر؟ سؤالي أنا و كل مسلم بالعالم" .
و عن صفات الامام الصدر يقول الشيخ سلامة الذي يتذكر الحوادث بشكل مدهش " كان معتدلا جدا و رمزا من أهل الشيعة لعله أفضلهم من وجهة نظري و لعلي حزنت كما لم أحزن عندما اختطفه القذافي قررت الذهاب الي لبنان شخصيا وسلمت الاخوة هناك كل خطب الأخ الامام الصدر علي الجبهة في السويس وكل الصور ايضا " .
و حول تأثير زيارة الامام الصدر الي السويس علي أهاليها قال " لقد كان صاحب حضور طاغ وتأثير هام في الناس البسطاء لذلك قررنا أن ندعوه مرة اخري بعد النصر ليري معجزة المقاومة المصرية المسلحة ضد العدو الصهيوني وليزور نفس الاماكن ".
و يشير الي ما قاله محافظ السويس الشجاع القائد العسكري النموذجي المصري الراحل الذي كان الوزير الوحيد الذي يملك صلاحيات نائب رئيس الجمهورية في مدن القناة وحاكم للسويس بتكليف من عبد الناصر عن الامام الصدر وقال " لقد كان سعيدا جدا به واستقبله بشكل رسمي وزار معه السويس واماكن التجمعات العسكرية خصوصا في عهد الفريق عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث الميداني" .
و يتحدث الشيخ سلامة عن حرص الامام الصدر علي عدة اشياء منها عزيمة الصبر في المقاتلين بكل بسالة ثم بث فكرة الاستشهاد والشهيد يشفع لأهله يوم القيامة وأمنيته بالمشاركة في الحرب ضد الصهاينة وقال " اذكر اني قلت له يا امام ان مشاركتك الآن بالدعم المعنوي لاتقل عن الجندي الذي يرفع السلاح " .
و قال هذا المجاهد المصري الكبير لدي اجابته عن سؤال متي يغلق ملف الامام الصدر : "لن يغلق ملف الصدر حتي يبريء القذافي نفسه من دم الرجل لأن الصدر دخل الي ليبيا في دعوة رسمية وأعرف أن الصدر كان يسير ومعه حارساه اللذين اختفيا معه ولأن الجريمة مكتملة الاركان فقد اختفوا جميعا" .
و في معرض اجابته عن سؤال حول الدور الاميركي في اختفاء الامام الصدر قال " فعلا ان اميركا تلعب دورا كبيرا في اختفاء الصدر ؛ بل امريكا لها دور محدد في اختيار الحكام العرب فكيف لا يكون لها دور في اختفاء معارضيهم؟؟! " .
و قال لدي اجابته عن سؤال حول سبب تغييب الامام الصدر " أرد علي السؤال بسؤال من الذي يهمه أمر موسي الصدر سوي المقاومين العرب والشرفاء هل أمر الصدر يخص حاكما عربيا واحدا انني أشك في ذلك لو كان الامام الصدر رئيس دولة عربية - وليس زعيما شعبيا محترما - لتغيرت الاحوال بنسبة 100 بالمائة " .
و رأي أن الميزة التي كان يتصف بها الامام الصدر هي امتلاكه رؤية مستقبلية واضحة تكاملت عنده الصورة من خلال عمله علي أرض الواقع وعلمه الغزير مشيرا الي حديث الامام للصحف المصرية في 13ايلول عام 1976 عندما قال حرفيا ان مايحدث في لبنان مؤامرة اميركية - اسرائيلية جرت علي ايدي اللبنانيين وبعض العرب وهاهي العبارة التي نطق بها الامام الصدر حينذاك تنطبق حاليا علي لبنان.
و وصف الشيخ سلامة تعامل الامام الصدر مع الطوائف بأنها كانت جيدة جدا خاصة دعوته للعيش السلمي بين المسلمين والمسيحيين وقال " انها كانت أجمل شيء يمكن أن يكون في عالمنا العربي حيث رفض اقامة دويلات شيعة ودرزية وعلوية وسنية وقبطية ".
رد: شيخ المجاهدين المصريين: اختطاف الإمام الصدر يلخّص واقعنا العرالثلاثاء أكتوبر 27, 2009 11:50 pm
